اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَقَدۡ حَقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَىٰٓ أَكۡثَرِهِمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (7)

قوله : { لَقَدْ حَقَّ القول } وجب العذاب { على أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ } وهذا كقوله : { ولكن حَقَّتْ كَلِمَةُ العذاب عَلَى الكافرين } [ الزمر : 71 ] وفي الآية وجوه :

أشهرها : أن المراد من القول هو قوله تعالى : { ولكن حَقَّ القول مِنِّي } [ السجدة : 13 ] { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ } [ ص : 85 ] .

والثاني : أن معناه لقد سبق في علمه أن هذا يؤمن وهذا لا يؤمن فحق القول أي وُجِد وثَبَتَ بحيث لا يُبَدَّل بغيره . لا يبدل القول لدي .

الثالث : المراد لقد حق القول الذي قاله الله على لسان الرسل من التوحيد وغيره وبانَ بُرْهَانُهُ ، فإنهم لَمَّا لم يؤمنوا عندما ما حق القول واستمروا ، فإن كانوا يريدون شيئاً أوضح من البرهان فهو العِنَاد{[45708]} وعند العناد لا يُفيد الإيمان . وقوله : { على أَكْثَرِهِمْ } على هذا الوجه معناه أن من لم تَبْلُغْه الدعوة والبُرْهَانُ قليلُون فحق القَول على أكثرهم وهو من{[45709]} لم يوجد منه الإيمان وعلى الأول والثاني ظاهر ، لأن أكثر{[45710]} الكفار ماتوا على الكفر .


[45708]:في الرازي: العيان.
[45709]:في "ب": الذي لم يوجد.
[45710]:وفيها: أكبر بالباء.