فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ} (17)

ثم كرّر سبحانه التهديد لهم بوجه آخر ، فقال : { أَمْ أَمِنتُمْ مّن فِي السماء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصبا } أي حجارة من السماء ، كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفيل ، وقيل : سحاب فيها حجارة ، وقيل : ريح فيها حجارة { فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } أي إنذاري إذا عاينتم العذاب ، ولا ينفعكم هذا العلم ، وقيل : النذير هنا محمد ، قاله عطاء والضحاك . والمعنى : ستعلمون رسولي وصدقه ، والأوّل أولى . والكلام في : { أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصبا } كالكلام في : { أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرض } فهو : إما بدل اشتمال ، أو بتقدير من { وَلَقَدْ كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ } .

/خ21