ضرب سبحانه مثلاً للمشرك والموحد لإيضاح حالهما وبيان مآلهما ، فقال : { أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً على وَجْهِهِ أهدى } والمكبّ والمنكبّ : الساقط على وجهه ، يقال : كببته فأكبّ وانكبّ . وقيل : هو الذي يكب رأسه فلا ينظر يميناً ولا شمالاً ولا أماماً فهو لا يأمن العثور والانكباب على وجهه . وقيل : أراد به الأعمى الذي لا يهتدي إلى الطريق ، فلا يزال مشيه ينكسه على وجهه . قال قتادة : هو الكافر يكبّ على معاصي الله في الدنيا فيحشره الله يوم القيامة على وجهه . والهمزة للاستفهام الإنكاري : أي هل هذا الذي يمشي على وجهه أهدى إلى المقصد الذي يريده ؟ { أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً } معتدلاً ناظراً إلى ما بين يديه { على صراط مُّسْتَقِيمٍ } أي على طريق مستوي لا اعوجاج به ولا انحراف فيه ، وخبر «من » محذوف لدلالة خبر «من » الأولى ، وهو أهدي عليه ، وقيل : لا حاجة إلى ذلك ، لأن «من » الثانية معطوفة على «من » الأولى عطف المفرد على المفرد ، كقولك : أزيد قائم أم عمرو ؟ وقيل : أراد بمن يمشي مكباً على وجهه من يحشر على وجهه إلى النار ، ومن يمشي سوياً من يحشر على قدميه إلى الجنة ، وهو كقول قتادة الذي ذكرناه ، ومثله قوله : { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القيامة على وُجُوهِهِمْ } [ الإسراء : 97 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.