وقوله تعالى : ( وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ ) ذكرفي الآية أن ( وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) ليعلم أن قوله ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا )[ التوبة : 97 ] كان في طائفة مشار إليها لا كل الأعراب لأنه ذكر ههنا أن منهم من ينفق ( ويتخذ ما ينفق قربات عند الله ) وذكر [ في ][ من م ، ساقطة من الأصل ] الآية الأولى أن منهم ( من يتخذ ما ينفق مغرما )[ التوبة : 98 ] أي لا يراه حقا واجبا ، ولكن غرما يلحقه ، ومنهم من يرى ذلك حقا لله واجبا في أموالهم ، فيجعلون ذلك قربة لهم عند الله ، وأولئك يرون غرما لحقهم لا قربة .
ثم في الآية خوف دخول المؤمنين [ الذين لا يؤدون الزكاة ، ولا ينفقون ][ أدرجت هذه العبارة في الأصل وم بعد كلمة الآية ] في وعيد هذه الآية ، وخوف لحوق النفاق [ بهم ][ ساقطة من الأصل وم ] لأنه أخبر أنهم يتخذون ما ينفقون مغرما ؛ فمن ترك أداء [ الزكاة ][ ساقطة من الأصل وم ] فإنما يترك لأنه لا يرى ذلك حقا واجبا لأدَّاه على ما أدى غيره من الحقوق ، أو لو كان موقنا بالبعث لأنفق ، وجعل ذلك قربة له عند الله لأن المؤمن إنما ينفق ، ويعمل للعاقبة . فإذا ترك ذلك يخاف دخوله في وعيد الآية ولحوق اسم النفاق به ، وإن كان لا نشهد عليه ذلك .
وقوله تعالى : ( وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ) قال بعضهم : جعلوا ما أنفقوا قربات عند الله بصلوات الرسول لأنهم إذا أنفقوا كان الرسول يدعو لهم بذلك ، ويستغفر ، فكان ذلك لهم قربات عند الله باستغفار الرسول ودعائه .
وقال بعضهم : جعلوا ما أنفقوا وصلوات الرسول قربات عند الله ، ويكون لهم ما أنفقوا قربة عند الله وصلوات الرسول طمأنينة وبراءة من النفاق لأن الرسول كان لا يدعو لأهل الكفر والنفاق . فإذا دعا لهؤلاء ، وصلى عليهم كان ذلك طمأنينة لقلوبهم وعلما لهم للبراءة من النفاق . وعلى ذلك يخرج قوله : ( إن صلواتك سكن لهم )[ التوبة : 103 ] أي تسكن قلوبهم بصلاة الرسول ، وتطمئن بأنهم ليسوا من أهل النفاق وأنهم بُرآء من ذلك ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( ألا إنها قربة لهم ) ذكر هذا مقابل ما ذكر في الآية الأولى ، وهو قوله : ( وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ )[ التوبة : 98 ] أخبر هناك[ في الأصل وم : ههنا ] /221-أ/ أن ما يتربصون هم بهم من الدوائر عليهم ذلك . وههنا أخبر أن ما ينفق المؤمنون ، ويطلبون بذلك قربة عند الله ( إنها قربة لهم ) .
ثم وعد لهم الجنة بقوله : ( سيدخلهم الله في رحمته ) أي جنته . سمى جنته رحمة لما برحمته يدخلون لا استيجابا لهم منه بذلك بل رحمة منه وفضلا ( إن الله غفور ) لما كان منهم من المساوئ والشرك إذا تابوا ، وآمنوا ( رحيم ) حين لم يؤاخذهم بذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.