الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَٰتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةٞ لَّهُمۡۚ سَيُدۡخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (99)

قوله : { ومن الاعراب من يومن بالله واليوم الاخر }[ 99 ] ، الآية .

المعنى : ومن الأعراب من يصدق بالله وبالبعث والثواب والعقاب ، وينوي بما ينفق من صدقه ، والتقرب إليه{[29538]} ، { وصلوات الرسول } ، أي : دعاءه واستغفاره له{[29539]} .

قال مجاهد : هم بنو مُقرّن{[29540]} ، من مزينة{[29541]} ، وهم الذين نزل فيهم : { ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم }[ 93 ] ، الآية{[29542]} .

{ ألا إنها قربة لهم }[ 99 ] .

أي : ألا إن صلوات الرسول عليه السلام ، أي : استغفاره ودعاءه{[29543]} ، قربة لهم عند الله عز وجل{[29544]} .

وقيل المعنى : ألا إن نفقتهم قربة لهم عند الله عز وجل{[29545]} .

و{ قُرُبَة }{[29546]} و{ قُرْبة }{[29547]} لغتان{[29548]} ، ك : " جُمُعة " و " جُمْعة " {[29549]} ويجوز في الجمع فتح الراء وضمها وإسكانها{[29550]} ، ويجوز " قُرَب " {[29551]} .

ثم قال تعالى : { سيدخلهم الله في رحمته }[ 99 ] .

أي : يدخلهم فيمن{[29552]} رحمه{[29553]} .


[29538]:جامع البيان 14/432، بتصرف.
[29539]:انظر: من قال ذلك في المصدر نفسه 432، 433.
[29540]:في الأصل: مقرر، وهو تحريف.
[29541]:في المخطوطتين: مذينة، بذال معجمة، وهو تحريف.
[29542]:جامع البيان 14/433، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1867، والمحرر الوجيز 3/74، والبحر المحيط 5/95، والدر المنثور 4/268، ولباب النقول 212، وفتح القدير 2/452، مع زيادة ونقص في بعض ألفاظه.
[29543]:في الأصل: ودعاؤه.
[29544]:جامع البيان 14/434، بزيادة في لفظه.
[29545]:هو قول الطبري جامع البيان 14/434، بتصرف في بعض ألفاظه. والقولان في تفسير الماوردي 2/394، والمحرر الوجيز 3/74، وزاد المسير 3/490، والبحر المحيط 5/95.
[29546]:بضم الراء، وهي قراءة نافع في رواية ورش، كما في الكشف 1/505، وهي الاختيار فيه، وحجة القراءات 322، والتيسير 97، وينظر: كتاب السبعة في القراءات 317.
[29547]:بإسكان الراء، وهي قراءة باقي السبعة، المصادر نفسها فوقه.
[29548]:المحرر الوجيز 3/74، والبحر المحيط 5/96.
[29549]:معاني القراءات 1/462.
[29550]:معاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/465، وإعراب القرآن للنحاس 2/232، وتفسير القرطبي 8/149.
[29551]:إعراب القرآن للنحاس 2/232، وتفسير القرطبي 8/149.
[29552]:في الأصل: رحمته، وهو تحريف.
[29553]:جامع البيان 14/434، باختصار.