ولما بين سبحانه وتعالى أنه حصل في الأعراب من يتخذ إنفاقه في سبيل الله مغرماً بين أن فيهم قوماً مؤمنين صالحين مجاهدين يتخذ إنفاقه في سبيل الله مغنماً بقوله تعالى : { ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر } كبعض جهينة ومزينة فوصفهم الله تعالى بوصفين : كونهم مؤمنين بالله واليوم الآخر والمقصود التنبيه على أنه لا بدّ في جميع الطاعات من تقديم الإيمان وفي الجهاد أيضاً كذلك والثاني : ما ذكره بقوله تعالى : { ويتخذ ما ينفق قربات } جمع قربة أي : يقربه { عند الله } الذي لا أشرف من القرب عنده { و } وسيلة إلى { صلوات } أي : دعوات { الرسول } صلى الله عليه وسلم لأنه كان يدعو للمصدقين عنده بالخير والبركة ويستغفر لهم كقوله صلى الله عليه وسلم «اللهم صل على آل أوفى » قال تعالى : { وصل عليهم } أي : ادع لهم ولما كان ما ينفق سبباً لذلك قيل : يتخذ ما ينفق قربات وصلوات الرسول { ألا إنها } أي : نفقاتهم { قربة لهم } عند الله وهذا شهادة من الله تعالى للمؤمن المتصدّق بصحة ما اعتقد من كون نفقاته قربات عند الله وصلوات الرسول وقد أكد تعالى هذه الشهادة بحرف التنبيه وهو قوله تعالى : { ألا } وبحرف التحقيق وهو قوله تعالى : { إنها } ثم زاد في التأكيد فقال تعالى : { سيدخلهم الله في رحمته } فإن دخول السين توجب مزيد التأكيد وهذه النعمة هي أقصى مرادهم . وقرأ ورش : قربة برفع الراء والباقون بالسكون والأصل هو الضم والإسكان تخفيف { إنّ الله غفور } أي : بليغ الستر لقبائح من تاب { رحيم } بهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.