فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ} (4)

{ الذي عَلَّمَ بالقلم } أي علم الإنسان الخط بالقلم . فكان بواسطة ذلك يقدر على أن يعلم كل مكتوب . قال الزجاج : علَّم الإنسان الكتابة بالقلم . قال قتادة : القلم نعمة من الله عزّ وجلّ عظيمة ، لولا ذلك لم يقم دين ولم يصلح عيش ، فدلّ على كمال كرمه بأنه علم عباده مالم يعلموا ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم ، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلاّ هو ، وما دوّنت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأوّلين ومقالاتهم ، ولا كتب الله المنزلة إلاّ بالكتابة ، ولولا هي ما استقامت أمور الدين ، ولا أمور الدنيا ، وسمي قلماً لأنه يقلم : أي يقطع .

/خ19