فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ} (5)

{ ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين } أي رددناه إلى أرذل العمر ، وهو الهرم والضعف بعد الشباب والقوّة حتى يصير كالصبيّ فيخرف وينقص عقله ، كذا قال جماعة من المفسرين . قال الواحدي : والسافلون هم : الضعفاء والزمناء والأطفال ، والشيخ الكبير أسفل هؤلاء جميعاً . وقال مجاهد وأبو العالية والحسن : المعنى ثم رددنا الكافر إلى النار ، وذلك أن النار درجات بعضها أسفل من بعض ، فالكافر يرد إلى أسفل الدرجات السافلة ، ولا ينافي هذا قوله تعالى : { إِنَّ المنافقين فِي الدرك الأسفل مِنَ النار } [ النساء : 145 ] فلا مانع من كون الكفار والمنافقين مجتمعين في ذلك الدرك الأسفل ، وقوله : { أَسْفَلَ سافلين } إما حال من المفعول : أي رددناه حال كونه أسفل سافلين ، أو صفة لمقدر محذوف : أي مكاناً أسفل سافلين .

/خ8