فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ} (4)

{ الذي علم بالقلم } أي علم الإنسان الخط بالقلم ، فكان بواسطة ذلك يقدر على أن يعلم كل مكتوب ، قال الزجاج : علم الإنسان الكتابة بالقلم . قال قتادة : القلم نعمة من الله عز وجل عظيمة ، لولا ذلك لم يقم دين ولم يصلح عيش ، فدل على كمال كرمه بأنه علم عباده ما لم يعلموا ، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم ، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو ، وما دونت العلوم ، ولا قيدت الحكم ، ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم ، ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة ، ولولا هي ما استقامت أمور الدين ولا أمور الدنيا ، ولو لم يكن على دقيق حكمة الله ولطيف تدبيره دليل إلا القلم والخط لكفى به ، وسمي قلما لأنه يقلم أي يقطع ، وأول من خط به إدريس ، وقيل : آد ، وقد حققنا أحوال القلم وما يتعلق به في كتابنا الأكبر في أصول التفسير ، فإن شئت فارجع إليه .