ألا لله الدين الخالص : العبادة الخالصة .
أولياء : شركاء ، وهي الأصنام .
زلفى : قربى ومنزلة ، وتشفع لنا عند الله .
كاذب كفار : كاذب على الله ، كفار بعبادته غير الله .
3- { ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار } .
الدين الخالص والعبادة الخالصة التي لا تشوبها شائبة شرك ، هي العبادة المقبولة عند الله تعالى ، وأما من اتخذ الأصنام والأوثان ، وعبدوا الملائكة والجنّ ، والشجر والبقر ، والنجوم والكواكب والشمس والقمر ، فكل هؤلاء يدّعون أنهم يعبدون هذه التماثيل والمخلوقات ليكونوا شفعاء ووسطاء لتقريبهم عند الله ، وهذا كذب وزور ، فالله أقرب إلى عباده من حبل الوريد ، وهو سيحكم بين عباده يوم القيامة فيما كانوا يختلفون فيه في الدنيا ، وسينطق سبحانه بالحق في شأن عباده الشركاء والوسطاء ، فيُدخل المؤمنين المخلصين في الجنة ، ويعاقب المشركين بدخول النار .
{ إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار } .
لا يهدي إلى دينه من اختار الضلالة وزعم أن لله ولدا ، وأن الأصنام والآلهة المدّعاة تشفع له وتقربه إلى الله ، وهذا كذب وكفر بالله الواحد الأحد ، المستحق للعبادة ، المنزّه عن الشريك والمثيل .
{ ألا لله الدين الخالص } قيل : معناه من حقه ومن واجبه أن يكون له الدين الخالص ويحتمل أن يكون معناه إن الدين الخالص هو دين الله وهو الإسلام الذي شرعه لعباده ولا يقبل غيره ومعنى الخالص الصافي من شوائب الشرك ، وقال قتادة : الدين الخالص شهادة أن لا إله إلا الله ، وقال الحسن : هو الإسلام وهذا أرجح لعمومه . { والذين اتخذوا من دونه أولياء } يريد بالأولياء الشركاء المعبودين ، ويحتمل أن يريد ب{ الذين اتخذوا } الكفار العابدين لهم أو الشركاء المعبودين والأول أظهر لأنه يحتاج على الثاني إلى حذف الضمير العائد على الذين تقديره الذين اتخذوهم ويكون ضمير الفاعل في { اتخذوا } عائدا على غير مذكور وارتفاع الذين على الوجهين بالابتداء وخبره إما قوله : { إن الله يحكم بينهم } أو المحذوف المقدر قبل قوله : { ما نعبدهم } لأن تقديره يقولون ما نعبدهم والأول أرجح لأن المعنى به أكمل .
{ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } هذه الجملة في موضع معمول قول محذوف والقول في موضع الحال أو في موضع بدل من صلة الذين ، وقرأ ابن مسعود قالوا ما نعبدهم بإظهار القول أي : يقول الكفار ما نعبد هؤلاء الآلهة إلا ليقربونا إلى الله ويشفعوا لنا عنده ويعني بذلك الكفار الذين عبدوا الملائكة أو الذين عبدوا الأصنام أو الذين عبدوا عيسى أو عزير فإن جميعهم قالوا هذه المقالة ومعنى زلفى قربى فهو مصدر من يقربونا .
{ إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار } إشارة إلى كذبهم في قولهم ليقربونا إلى الله وقوله { لا يهدي } في تأويله وجهان :
أحدهما : لا يهديه في حال كفره .
الثاني : أن ذلك مختص بمن قضى عليه بالموت على الكفر أعاذنا الله من ذلك وهذا تأويل : لا يهدي القوم الظالمين والكافرين حيثما وقع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.