تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا} (3)

المفردات :

جدّ ربنا : عظمته وسلطانه وجلاله ، يقال : جدّ فلان في عيني . أي : عظم ، قال أنس : كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا ، أي : جل قدره وعظم .

التفسير :

3- وأنه تعالى جدّ ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا .

الجدّ : العظمة والسمو .

وفي الأثر : كان الرجل إذا قرأ سورة البقرة جدّ فينا . أي : جلّ قدره .

والمعنى :

تنزهالله ، وجل قدر ربنا ، فهو إله منزه عن كل نقص ، متّصف بكل كمال ، ليس في حاجة إلى صاحبة ، وليس في حاجة إلى ولد ، إنما يحتاج إلى ذلك الإنسان ليأنس بالزوجة ، ويفتخر بالولد ، ويحتمى به عند الكبر ، أما الله جلّ جلاله ، وتقدّست أسماؤه ، فلا يحتاج إلى زوجة أو ولد ، وإنما هو سبحانه منزّه عن ذلك ، فهو الإله الحقّ ، المنزه عن الاحتياج إلى أيّ شيء ، المستغنى عن كل شيء .

والخلاصة : تنزّه الله العظيم الجليل عن أن يتخذ زوجة أو ولدا .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا} (3)

{ وأنه } أي الحال والشأن . { تعالى } تعظم .

{ جد ربنا } عظمته وجلاله . أي تعاظمت عظمته ، وجل جلاله عن أن ينسب إليه ما ينافي ربوبيته . أو تعاظم ملكه وسلطانه عن أن يكون له شريك ، أو يكون له صاحبة أو ولد كما يزعم المشركون .

وقوله : { ما اتخذ صاحبة ولا ولدا } بيان وتفسير لما قبله . وقوله : " وأنه " – بفتح الهمزة – معطوف على الضمير في " به " أو على محل الجار والمجرور في " فآمنا به " ؛ كأنه قيل : فصدقناه وصدقنا أنه تعالى جد ربنا . وكذلك يقال في توجيه القراءة بالفتح في الإحدى عشرة آية التالية لهذه الآية التي آخرها آية 14 . وأما قراءتها بالكسر فلعطفها على المحكي بعد القول .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا} (3)

قوله : { وأنه تعالى جدّ ربنا } جدّ ربنا ، أي عظمته وجلاله وقدرته { ما اتخذ صاحبة ولا ولدا } تنزه الله عن اتخاذ الزوجة والولد ، فإنه لا يتخذهما أو يرغب فيهما إلا المخلوق لما جبل عليه من إحساس بالضعف وحاجة للإيناس والعون . فتعالى الله وتنزه عن مثل هذه النقائص .