تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ لَّجَعَلۡنَا لِمَن يَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ لِبُيُوتِهِمۡ سُقُفٗا مِّن فِضَّةٖ وَمَعَارِجَ عَلَيۡهَا يَظۡهَرُونَ} (33)

26

المفردات :

السقف : بضمتين ، واحدها سقف .

معارج : مصاعد ، واحدها مصعد ، وهو المسمى الآن ( أسانسير ) ، وهذا من معجزات القرآن إذ لم يكن معروفا في عصر التنزيل .

يظهرون : يصعدون ويرتقون .

التفسير :

33- { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمان لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون } .

لولا أن يرغب الناس عن الإيمان إلى الكفر لأعطينا للكافر في هذه الدنيا كل ما يتمناه إنسان ، وعجلنا له الطيبات ، وادخرنا الآخرة للمؤمنين ، فهم وحدهم الذين يستمتعون بنعيم الآخرة ، وهي الحياة الحقيقية ، أما الدنيا فعرض زائل يأكل منه البر والفاجر .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء أبدا )4 .

ومعنى الآية :

لولا أن الناس يرغبون في الكفر إذا رأوا الكافر في سعة من الرزق ، ويصيرون أمة واحدة في الكفر ، لخصصنا هذه الدنيا بالكفار ، وجعلنا لهم القصور الشاهقة المزخرفة بأنواع الزينة والنقوش ، سقفها من الفضة الخالصة ، وبها مصاعد وسلالم من فضة عليها يرتقون ويصعدون .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ لَّجَعَلۡنَا لِمَن يَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ لِبُيُوتِهِمۡ سُقُفٗا مِّن فِضَّةٖ وَمَعَارِجَ عَلَيۡهَا يَظۡهَرُونَ} (33)

معارج : مفرده مَعْرَج ومعراج وهو المَصْعَد والسلّم .

عليها يظهَرون : يصعدون .

33

قراءات :

قرأ ابن كثير وأبو عمرو : سَقفاً بالإفراد ، والباقون : سُقُفا بالجمع .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ لَّجَعَلۡنَا لِمَن يَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ لِبُيُوتِهِمۡ سُقُفٗا مِّن فِضَّةٖ وَمَعَارِجَ عَلَيۡهَا يَظۡهَرُونَ} (33)

ولما دلت صريح آية التمتيع وتلويح ما بعدها أن البسط في الرزق الموجب للعلو مع أنه خسيس المنزلة ناقص المقدار مقتض للخروج عن السواء ، وكان التقدير : فنحن نخص بهذا الخير للأفراد في الأدوار الآحاد من الأبرار لنستنقذ بهم من شئنا من الضلال ونعطي الحطام للعتاة الطغام الأرذال ابتلاء للعباد ليبين لهم أهل البغي من أهل الرشاد ، ولولا ما اقتضته حكمتنا بترتيب هذا الوجود على الأسباب من المفاوتة بين الناس لقيام الوجود لساوينا بينهم ، وعطف : عليه قوله مذكراً بلطفه بالمؤمنين وبره لهم برفعه ما يقضتي لهم شديد المجاهدة وعظيم المصابرة والمكابدة لحال تزل فيه الأقدام عن سنن الهدى من الميل والإصغاء إلى مظان الغنى والملك وتمام المكنة والعظمة : { ولولا أن يكون الناس } أي أهل التمتع بالأموال بما فيهم من الاضطراب والأنس بأنفسهم { أمة واحدة } أي في الضلال بالكفر لاعتقادهم أن إعطاءنا المال دليل على محبتنا لمن أعطيناه لحبهم الدنيا وجعلها محط أنظارها وهممهم إلا من عصم الله { لجعلنا } أي في كل زمان وكل مكان بما لنا من العظمة التي لم يقدر أحد على معارضتها لحقارة الدنيا عندنا وبغضنا لها { لمن يكفر } وقوله : { بالرحمن } أي العام الرحمة دليل على حقارة الدنيا من جهة إعطائها للمبعد الممقوت ، وعلى أن صفة الرحمة مقتضية لتناهي بسط النعم على الكافر لولا العلة التي ذكرها سبحانه من الرفق بالمؤمنين .

ولما كان تزيين الظرف دائماً بحسب زينة المظروف ، دل على ما لهم من ملابسهم ومراكبهم وغير ذلك من أمورهم بزينة المنازل ، فقال مبدلاً من { لمن } بدل الاشتمال لأن سوقه على طريق الإبدال أروع : { لبيوتهم } أي التي ينزلونها { سقفاً } أي هذا الجنس في قراءة ابن كثير وأبي عمرو بالموحدة بدليل قراءة الباقين بضمتين جمعاً { من فضة } كأنه خصها لإفادتها النور { ومعارج } أي من فضة ، وهي المصاعد من الدرج لأن المشي عليها مثل مشي الأعرج { عليها يظهرون } أي يعلون ويرتقون على ظهورها إلى المعالي