معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَلَوۡلَآ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ لَّجَعَلۡنَا لِمَن يَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ لِبُيُوتِهِمۡ سُقُفٗا مِّن فِضَّةٖ وَمَعَارِجَ عَلَيۡهَا يَظۡهَرُونَ} (33)

وقوله : { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ الناسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } .

أن في موضع رفع .

وقوله : { لَّجَعَلْنا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ } .

إن شئت جعلت اللام مكررة في لبيوتهم ، كما قال : { يسَأَلُونكَ عن الشَّهرِ الْحَرامِ قِتَالٍ فيه } ، وإِن شئت جعلت اللامين مختلفتين كأنّ الثانية في معنى على كأنه قال : لجعلنا لهم على بيوتهم سقفاً ، وتقول للرجل في وجهه : جعلت لك لقومك الأعطية ، أي جعلته من أجلك لهم .

و ( السُّقُف ) قرأها عاصم والأعمش والحسن «سُقُفاً » وإن شئت جعلت واحدها سقيفة ، وإن شئت جعلت سقوفا ، فتكون جمع الجمع كما قال الشاعر :

حتى بلت حلاقيم الحُلُق *** أهوى لأدْنى فقرة على شفق

ومثله قراءة من قرأ «كُلوُا مِن ثُمُرِه » ، وهو جمع ، وواحده ثمار ، وكقول من قرأ : «فَرُهُنٌ مَقْبوضَة » واحدها رهان ورهون . وقرأ مجاهد وبعض أهل الحجاز { سَقْفاً } كالواحد مخفف ؛ لأن السَّقف مذهب الجماع .