تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ فَنَادَواْ وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٖ} (3)

1

المفردات :

قرن : يطلق مجازا على الأمّة .

فنادوا : فاستغاثوا وجاروا .

ولات حين مناص : وليس الوقت وقت فرار وخلاص .

المناص : التأخر والفوت ، ويطلق على التقدم ، فهو من الأضداد .

التفسير :

3- { كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص } .

كثيرا ما أهلكنا المكذبين من الأمم ، كقوم نوح عاد وثمود والذين من بعدهم ، وحين رأوا العذاب صاحوا بالإيمان والتوبة بعد فوات الأوان ، وليس الحين حين مناص ، وليس الوقت صالحا للإيمان ، أو الفرار من العذاب ، أو الدخول في الإيمان .

وكلمة : مناص . من الأضداد ، تطلق على التقهقر والفرار ، كما تطلق على التقدم .

قال ابن عباس :

{ ولات حين مناص } .

أي ليس بحين فرار .

وعن الكلبي أنه قال : كانوا إذا تقاتلوا فاضطروا ، قال بعضهم لبعض : مناص . أي : عليكم بالفرار ، فلما أتاهم العذاب قالوا : مناص . فقال تعالى : { ولات حين مناص } .

أي : إنهم آمنوا بعد فوات الأوان ، حين رأوا العذاب .

قال تعالى : { فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا . . . } [ غافر : 85 ] .

وقريب منه رفض إيمان فرعون حين عاين الموت ورأى الغرق بأمّ ناصيته .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ فَنَادَواْ وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٖ} (3)

فنادوا : فاستغاثوا .

ولاتَ حين مناص : ليس الوقت وقتَ مفر وهروب .

وكم أهلكنا من قبلهم من جيل ، فلما رأوا العذابَ نادوا ربهم مستغيثين ، ولكن الوقت ليس وقت خلاص من العذاب .