ثم خوف الكفار بقوله { كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات } أي رفعوا أصواتهم بالدعاء والاستغاثة لأن نداء من نزل به العذاب لا يكون إلا كذلك . وعن الحسن : فنادوا بالتوبة كقوله { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا } ولهذا قال { ولات حين مناص } أي لم يكن ذلك الوقت وقت فرار من العذاب أو حين نداء ينجي . قال سيبويه والخليل : التاء في " لات " زائدة مثلها في " ربت " و " ثمت " وهي المشبهة بليس ، وقد تغير حكمها بزيادة التاء حيث لا تدخل إلا على الأحيان ولم يبرز إلا اسمها أو خبرها وتقدير الآية : ليس الحين حين مناص . ولو رفع لكان تقديره وليس حين مناص حاصلاً لهم . وقال الأخفش : إنها " لا " النافية للجنس زيدت عليها التاء وخصت بنفي الأحيان كأنه قيل : أصل " لات " ليس قلبت الياء ألفاً والسين تاء . وقيل : التاء قد تلحق بحين كقوله :
العاطفون تحين ما من عاطف *** والمطعمون زمان ما من مطعم
وإلى هذا ذهب أبو عبيدة . وتأكد هذا الرأي عنده حين رأى التاء في المصحف متصلاً بحين . وضعف بعد تسليم أنه في الإمام كذلك بأن خط المصحف غير مقيس عليه . أما الوقف على { لات } فعند الكوفيين بالهاء قياساً على الأسماء ، وعند البصريين بالتاء قياساً على الأفعال . والمناص مصدر ناص ينوص إذا هرب ونجا أو فات . قال ابن عباس : لما نزل بهم العذاب ببدر قالوا : مناص أي اهربوا وخذوا حذركم فأنزل الله { ولات حين مناص } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.