بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ فَنَادَواْ وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٖ} (3)

ثم خوّفهم فقال عز وجل : { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ } يعني : من أمة { فَنَادَوْاْ } يعني : فنادوا في الدنيا ، واستغاثوا { وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } يعني : وليس تحين فرار . قال الكلبي : فكانوا إذا قاتلوا ، قال بعضهم لبعض : { وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } يعني : يقول احمل حملة واحدة ، فينجو من نجا ، ويهلك من هلك . فلما أتاهم العذاب قالوا : { مَنَاصٍ } مثل ما كانوا يقولون . فقال الله تعالى : ليس تحين فرار وهي لغة اليمن . وقال القتبي : النوص التأخر . والبوص التقدم في كلام العرب . وروى معمر عن قتادة في قوله : { فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } قال : نادوا على غير حين النداء . وقال عكرمة : نادوا وليس تحين انفلات . وقال أبو عبيدة : اختلفوا في الوقف . فقال بعضهم : يوقف عند قوله : { وَّلاَتَ } ثم يبتدأ { حِينَ مَنَاصٍ } لأنا لا نجد في شيء من كلام العرب ولات . أما المعروف لا ولأنَّ تفسير ابن عباس يشهد لها ، وذلك أنه قال : ليس تحين فرار . وليس هي أخت لا ولا بمعناها . قال أبو عبيد ومع هذا تعمدت النظر في الذي يقال له : مصحف الإمام . وهو مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه فوجدت التاء متصلة مع حين .