مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ فَنَادَواْ وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٖ} (3)

{ كَمْ أَهْلَكْنَا } وعيد لذوي العزة والشقاق { مِن قَبْلِهِمُ } من قبل قومك { مِّن قَرْنٍ } من أمة { فَنَادَوْاْ } فدعوا واستغاثوا حين رأوا العذاب { وَّلاَتَ } هي «لا » المشبهة ب «ليس » زيدت عليها تاء التأنيث كما زيدت على «رب » و«ثم » للتوكيد ، وتغير بذلك حكمها حيث لم تدخل إلا على الأحيان ولم يبرز إلا أحد مقتضييها إما الاسم أو الخبر وامتنع بروزهما جميعاً وهذا مذهب الخليل وسيبويه ، وعند الأخفش أنها «لا » النافية للجنس زيدت عليها التاء وخصت بنفي الأحيان . وقوله { حِينَ مَنَاصٍ } منجا منصوب بها كأنك قلت : ولا حين مناص لهم . وعندهما أن النصب على تقدير ولات الحين . حين مناص أي وليس الحين حين مناص .