الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ فَنَادَواْ وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٖ} (3)

وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن التميمي قال : سألت ابن عباس رضي الله عنه عن قول الله { فنادوا ولات حين مناص } قال : ليس بحين تزور ولا فرار .

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنه أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { ولات حين } قال : ليس بحين فرار قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت الأعشى وهو يقول :

تذكرت ليلى لات حين تذكر *** وقد تبت عنها والمناص بعيد

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما { فنادوا ولات حين مناص } قال : نادوا والنداء حين لا ينفعهم وأنشد تذكرت . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي ظبيان عن ابن عباس { ولات حين مناص } قال : لا حين فرار . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما { ولات حين مناص } قال : ليس بحين مغاث . وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير { ولات حين مناص } ليس بحين جزع . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه { ولات حين مناص } قال : وليس حين نداء . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي في قوله { ولات حين مناص } قال : نادوا بالتوحيد والعقاب حين مضت الدنيا عنهم ، فاستناصوا التوبة حين زالت الدنيا عنهم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { فنادوا ولات حين مناص } قال : نادى القوم على غير حين نداء ، وأرادوا التوبة حين عاينوا عذاب الله ، فلم ينفعهم ، ولم يقبل منهم . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه { ولات حين مناص } قال : ليس حين انقلاب . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب بن منبه { ولات حين مناص } قال : إذا أراد السرياني أن يقول وليس يقول ولات .