تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓـَٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ} (27)

20

فلما رأوه زلفة : فلما رأوا العذاب قريبا منهم .

سيئت : أصابتها الكآبة والمذلّة ، واسودت غمّا .

تدّعون : تطلبونه في الدنيا ، وتستعجلون أن يأتيكم استهزاء .

فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدّعون .

وينتقل القرآن إلى الحديث عن مشاهد اليوم الآخر ، حين يشاهد الكفار العذاب قريبا منهم ، أو حين يرونه بعد وقت قريب ( وكل آت قريب ) فإذا شاهد الكافر أهوال جهنم ، ظهرت الكآبة والقتام على وجهه .

قال تعالى : وجوه يومئذ مسفرة* ضاحكة مستبشرة* ووجوه يومئذ عليها غبرة* ترهقها قترة* أولئك هم الكفرة الفجرة . ( عبس : 38-42 ) .

لقد اسودّت وجوه الكفار من هول العذاب الذي سيصلونه قريبا ، ثم عنّفتهم الملائكة ووبختهم على كفرهم وعلى تكذيبهم بالعذاب .

وقالت لهم زبانية جهنم : هذا هو العذاب الذي كنتم تدّعون عدم وقوعه ، أو كنتم تطلبونه وتستعجلون وقوعه استهزاء به وتكذيبا له .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓـَٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ} (27)

{ فلما رأوه } أي العذاب في الآخرة { زلفة } قريبا { سيئت وجوه الذين كفروا } تبين في وجوههم السوء وعلتها الكآبة ، { وقيل هذا } العذاب { الذي كنتم به تدعون } تفتعلون من الدعاء ، أي تدعون الله به إذ تقولون { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } الآية .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓـَٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ} (27)

{ فلما رأوه } ضمير الفاعل للكفار ، وضمير المفعول للعذاب الذي يتضمنه الوعد .

{ زلفة } أي : قريبا وقيل : عيانا .

{ سيئت وجوه الذين كفروا } أي : ظهر فيها السوء لما حل بها .

{ وقيل : هذا الذي كنتم به تدعون } تفتعلون من الدعاء ، أي : تطلبون وتستعجلون به ، والقائلون لذلك الملائكة ، أو يقال لهم بلسان الحال .