تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓـَٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ} (27)

{ فلما رأوه } يعني العذاب { زلفة } قريبا { سيئت وجوه الذين كفروا } ساء العذاب وجوههم { وقيل } لهم عند ذلك { هذا الذي كنتم به تدعون( 27 ) } لقولهم : { ائتنا بعذاب الله }[ العنكبوت :29 ] استهزاء وتكذيبا .

قال محمد : ذكر أبو عبيد أن من القراء من قرأ : ( الذي كنتم به تدعون ) خفيفة{[1414]} ؛ لأنهم كانوا يدعون بالعذاب في قوله : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة . . . }[ الأنفال :32 ] الآية ، قال : وقرأ أكثرهم ( تدعون ) بالتشديد{[1415]} ، قال : وهي القراءة عندنا ، والتشديد مأخوذ من التخفيف ( تدعون ) تفعلون ، و( تدّعون ) تفتعلون مشتقة منه{[1416]} .


[1414]:هي قراءة الحسن، وقتادة، وأبي رجاء، والضحاك، ويعقوب، وأبي بكر، ونافع في رواية الأصمعي. انظر الدر المصون (6/348).
[1415]:انظر الدر المصون(6/348).
[1416]:انظر الدر المصون (6/348).