فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓـَٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ} (27)

{ فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا }

فحين يرون العذاب قريبا منهم ، يتبين في وجوههم السوء ؛ فكأن المعنى : فحين يرونه ويشاهدونه ، لكن عبر عن المستقبل بالماضي لتأكيد وقوعه ، ومثله قوله تبارك اسمه : { أتى أمر الله . . } أي سيأتي أمر الله – وهو القيامة- { . . فلا تستعجلوه . . }{[7390]}

{ وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ( 27 ) }

ويقال لهم – نكالا بهم- هذا الذي تشاهدون ، ومنه تفزعون ، هو الذي كنتم به تستعجلون ، كنتم تطلبونه إنكارا واستهزاء ، وكنتم تدعون الله بتعجيله ، كما حكى القرآن الكريم عنهم : { وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم }{[7391]} وحكى قريبا منه عن كفار في أمم من قبلهم : { قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين }{[7392]} .

ويوم يعرضون على ربهم ينكشف لهم سوء صنيعهم ، وعاقبة جحودهم وغفلتهم واستهزائهم ، { . . . وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون . وبدا لهم سيآت ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون }{[7393]} .


[7390]:- سورة النحل. من الآية 1.
[7391]:- سورة الأنفال. الآية 32.
[7392]:- سورة هود. الآية 32.
[7393]:- سورة الزمر. من الآية 47، والآية 48.