غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓـَٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ} (27)

1

والضمير في { رأوه } للوعيد في الدنيا أو في الآخرة ، والزلفة القرب . قال الحسن : أراد عياناً لأن ما قرب من الإنسان رآه معاينة . وقال في الكشاف : انتصابها على الحال أو الظرف ، أي رأو ذا زلفة أو مكاناً ذا زلفة . قوله : { سيئت } قال ابن عباس : اسودت وعلتها الكآبة والقترة كوجه من يقاد إلى القتل . وقال الزجاج : تبين فيها السوء ، وهذا الفعل يستعمل لازماً ومتعدياً ، بمعنى القبح أو التقبيح . قوله : { وقيل هذا الذي } الأكثرون على أن القائلين هم الزبانية . وقال آخرون : بل يقول بعضهم لبعض . و { تدعون } تفعلون من الدعاء أي تتمنون وتستعجلون به ، ويؤيده قراءة من قرأ بالتخفيف . وقيل : هو من الدعوى أي كنتم بسببه تدعون أنكم لا تبعثون ، وكنتم ببطلانه مدعين . وقيل : استفهام على سبل الإنكار ، والمعنى : أهذا ما ادعيتموه ، لا بل كنتم بسببه تدعون عدمه . يروى أن كفار مكة كانوا يدعون على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين بالهلاك ، ويتربصون بهم الدوائر ، فأمر الله بنوعين من الجواب الأول .

/خ30