{ فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم } أي ألهم الله آدم أن يتوب إليه ، وأن يعترف بذنبه وأن يطلب المغفرة من الله فيغفر الله له ، وقد فتح الله بابه لكل تائب .
فمن شأن الإنسان أن يخطئ ومن شأن الإله أن يغفر الذنب وأن يقبل التوبة وأن يفتح بابه للتائبين .
وقيل أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه مفسرة بقوله تعالى : قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ( 91 ) .
وعن ابن عباس : { فتلقى آدم من ربه كلمات } . ( قال : أي رب ألم تخلقني بيدك ؟ قال بللا . قال : أي رب ألم تنفخ في من روحك ؟ قال بلى . قال : أرأيت إن تبت وأصلحت أراجع أنت إلى الجنة ؟ قال : بلى ) . رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ( 92 ) .
وقد أثبتت الآية التوبة لآدم وحده فقال تعالى : فتاب عليه . مع أن حواء شريكة له في الذنب بإجماع العلماء ، لأن حواء تابعة له في الحكم إذ النساء شقائق الرجال في الأحكام .
فكرة الخطيئة والتوبة في الإسلام :
نحس من خلال قصة آدم أن خطيئته فردية وأن توبته فردية فهو قد أكل من الشجرة هو وحواء بإغراء الشيطان وتزيينه السوء لهما ثم ندم آدم وندمت حواء وتابا وقبل الله منهما التوبة فهو التواب الرحيم ، وهو العليم بطبيعة الإنسان حيث يقول سبحانه { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى }( 32 ) . ( النجم : 32 ) .
فالله خالق الإنسان وهو العليم بضعفه ونزواته ولذلك أرسل له الرسل وفتح له باب التوبة . ( وليست هناك خطيئة مفروضة على الإنسان قبل مولده كما تقول نظرية الكنيسة ، وليس هناك تفكير لاهوتي كالذي تقول الكنيسة أن عيسى عليه السلام ( ابن الله بزعمهم ) قام بصلبه تخليصا لبني آدم من خطيئة آدم كانت خطيئته كذلك شخصية والطريق مفتوح للتوبة في يسر وبساطة ، تصوير مريح صريح يحمل كل إنسان وزوره ، ويوحي إلى كل إنسان بالجهد والمحاولة وعدم اليأس والقنوط ) ( 93 ) . { انه هو التواب الرحيم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.