قوله تعالى : { فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ } ، قرأ ابن كثير { فَتَلَقَّى آدَمُ } بنصب آدم ورفع كلمات . وقرأ غيره برفع { آدم } وكسر كلمات . فأما من قرأ { فَتَلَقَّى آدَمُ } بالرفع فمعناه أخذ وقيل من ربه . ويقال : تلقى وتلقف بمعنى واحد في اللغة . وأما من قرأ بنصب { فتلقى آدم } يعني استقبلته كلمات من ربه . يقال : تلقيت فلاناً بمعنى استقبلته . ومعنى ذلك كله : أن الله تعالى ألهمه كلمات ، فاعتذر بتلك الكلمات وتضرع إليه ، فتاب الله عليه .
وروي عن مجاهد أنه قال : تلك الكلمات هي قوله عز وجل : { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين } [ الأعراف : 23 ] الآية . وقال بعضهم : قال : بحق محمد أن تقبل توبتي . قال الله له : ومن أين عرفت محمداً ؟ قال : رأيت في كل موضع من الجنة مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنه أكرم خلقك عليك . فتاب الله عليه . وروى الضحاك عن ابن عباس أنه قال : الكلمات هي قوله سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، رب عملت سوءاً وظلمت نفسي فتب عليّ وارحمني ، إنك أنت التواب الرحيم . سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت ، رب عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني وأنت خير الغافرين . سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت رب عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني وأنت خير الراحمين .
قوله تعالى : { فَتَابَ عَلَيْهِ } ، يعني قبل الله توبته . يقال : تاب العبد إلى ربه وتاب الله على عبده ، فهذا اللفظ مشترك إلا أنه إذا ذكر من العبد يقال : تاب إلى الله ، وإذا ذكر من الله تعالى يقال : تاب الله على عبده ، إذا رجع العبد عن ذنبه . وتاب الله على عبده ، إذا قبل توبته . قوله : { إِنَّهُ هُوَ التواب الرحيم } يعني المتجاوز عن الذنوب الرحيم بعباده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.