الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (37)

قوله : ( فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) [ 36 ] . أي أخذها وقبلها .

وقيل : ألهمها فانتفع( {[1740]} ) بها إذا رفعت ، ومَن نصب( {[1741]} ) " آدم " فمعناه أن الكلمات رحمة من ربه أدركتْه فاستنقذته( {[1742]} ) .

فالكلمات فيما روي عن ابن عباس [ قول آدم ] ( {[1743]} ) : أي رب ، ألم تخلقني بيدك ؟ قال : بلى ، ثم قال : أي رب ألم تنفخ فيّ من روحك ؟ قال : بلى . ثم قال : أي رب ألم تسكني( {[1744]} ) جنتك ؟ / قال : بلى ، ثم قال : أي رب . أرأيت إن تبتُ وأصلحت( {[1745]} ) ، أراجعي( {[1746]} ) أنت( {[1747]} ) إلى الجنة ؟ قال : بلى . فذلك تَلَقّيه " ( {[1748]} ) .

وزاد قتادة أنه قال : " وسبقت( {[1749]} ) رحمتك إلي قبل غضبك ، قيل له : بلى . قال : رب هل كتبت هذا علي قبل أن تخلقني( {[1750]} ) ؟ قيل له : نعم . قال/ رب إن( {[1751]} ) تبت وأصلحت( {[1752]} ) أراجعي أنت إلى الجنة ؟ قال : نعم " .

وقال الحسن : " هو قولهما : ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا( {[1753]} ) أَنْفُسَنَا ) الآية " ( {[1754]} ) .

وقال قتادة : " هي قول آدم عليه السلام : يا رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت ؟ قال : إذاً أدخلك( {[1755]} ) الجنة " ( {[1756]} ) .

وقال عبيد بن عمير( {[1757]} ) : " قال آدم : يا رب خطيئتي التي أخطأتها ، أشيء كتبته( {[1758]} ) علي قبل أن تخلقني ؟ [ أو شيء أنا ابتدعته ]( {[1759]} ) من قبل نفسي ؟ قال : بل( {[1760]} ) شيء كتبته عليك قبل أن أخلقك . قال : فكما( {[1761]} ) كتبته علي فاغفرْهُ لي ، فذلك الذي تلقى آدم " ( {[1762]} ) .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن معاوية( {[1763]} ) : " قال آدم : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك فتب علي إنك أنت التواب الرحيم ، فذلك الذي تلقى( {[1764]} ) " ( {[1765]} ) . وروي عن مجاهد أنه قال( {[1766]} ) : " هو قول آدم : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي( {[1767]} ) فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين . اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك( {[1768]} ) ، رب إني ظلمت نفسي فارحمني إنك خير الراحمين . اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، رب إني ظلمت نفسي فتب( {[1769]} ) علي إنك أنت التواب الرحيم " ( {[1770]} ) .

وروي عنه أنه قال : " هو قول آدم : ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ) الآية " ( {[1771]} ) .

وروى عنه ابن جريج أنه قال : " هي قول آدم : رب أتتوب عَلَيَّ إن تبت ؟ قال : نعم . فتاب عليه ربه( {[1772]} ) " ( {[1773]} ) .

/روي أن آدم رأى كَلِماً( {[1774]} ) في الجنة مكتوب( {[1775]} ) : لا إله إلا الله محمد عبدي ورسولي ، فعلم( {[1776]} ) آدم أن محمداً صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق عليه ، فقال حين أخطأ : اللهم بحق محمد اغفر لي خطيئتي ، فغفر الله له " .

وكانت كنيته أبا محمد ، وقيل : أبا البشر( {[1777]} ) . فذلك قوله : ( فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) .

قال ابن عباس : / " تاب الله على آدم يوم عاشوراء( {[1778]} ) .


[1740]:- في ح: وانتفع.
[1741]:- وهي قراءة ابن كثير. وقرأ باقي السبعة برفع آدم. انظر: كتاب السبعة 145، والكشف، 1/37، والتبصرة 148، والتيسير 73، وكتاب العنوان 76، والحجة 94، والنشر 2/211.
[1742]:- انظر: الكشف 1/37، والحجة 94.
[1743]:- في ع3: ابن آدم.
[1744]:- في ق: تسكنني.
[1745]:- في ق: فأصلحت.
[1746]:- سقط من ع2.
[1747]:- سقط من ع2 ع3.
[1748]:- انظر: جامع البيان 1/542 والمحرر الوجيز 1/191، وتفسير ابن كثير 1/81.
[1749]:- في ق: سيقت.
[1750]:- في ع1: يخلفني.
[1751]:- سقط من ق.
[1752]:- في ع3: أصلح.
[1753]:- سقط من ق.
[1754]:- انظر: جامع البيان 1/543.
[1755]:- في ق: دخلك.
[1756]:- انظر: جامع البيان 1/543-544، والمحرر الوجيز 1/191، والدر المنثور 144.
[1757]:- هو عبيد بن عمير بن قتادة، أبو عاصم الليثي المكي، القاصّ، روى عن عمر بن الخطاب، وأُبي ابن عكب، وروى عن مجاهد وعطاء. (ت94هـ). انظر: طبقات ابن خياط 279، وتذكرة الحفاظ 50، وطبقات القراء 1/496.
[1758]:- في ع3: كتبتها. وهو خطأ.
[1759]:- في ق، ع3: أشيء أنا أبدعته.
[1760]:- في ع3: بلى.
[1761]:- في ع3: فما.
[1762]:- انظر: جامع البيان 1/543-544 والمحرر الوجيز 1/191، والدر المنثور 1/144.
[1763]:- هو عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ثِقة صدوق، (ت100هـ). انظر: تقريب التهذيب 1/502.
[1764]:- في ع: تلقى آدم.
[1765]:- انظر: جامع البيان 1/545.
[1766]:- في ق: قول.
[1767]:- في ق: نفسي فارحمني.
[1768]:- في ع2: وبحمد.
[1769]:- في ع2، ح: فتبت وفي ق: وتب.
[1770]:- انظر: جامع البيان 1/545.
[1771]:- المصدر السابق.
[1772]:- قوله: "ابن جريج..ربه" ساقط من ع2، ع3. وقوله: "اللهم لا إله إلا أنت.. فارحمني.. عليه ربه" ساقط من ع3.
[1773]:- انظر: جامع البيان 1/546.
[1774]:- في ع2: كما. وفي ع3: كلمات.
[1775]:- في ح: مكتوباً عليه.
[1776]:- في ع2: فأعلم.
[1777]:- انظر: المحرر الوجيز 1/192، والدر المنثور 1/150.
[1778]:- انظر: المحرر الوجيز 1/192، وعزاه السيوطي إلى قتادة. انظر: الدر المنثور 1/146.