قوله : ( فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) [ 36 ] . أي أخذها وقبلها .
وقيل : ألهمها فانتفع( {[1740]} ) بها إذا رفعت ، ومَن نصب( {[1741]} ) " آدم " فمعناه أن الكلمات رحمة من ربه أدركتْه فاستنقذته( {[1742]} ) .
فالكلمات فيما روي عن ابن عباس [ قول آدم ] ( {[1743]} ) : أي رب ، ألم تخلقني بيدك ؟ قال : بلى ، ثم قال : أي رب ألم تنفخ فيّ من روحك ؟ قال : بلى . ثم قال : أي رب ألم تسكني( {[1744]} ) جنتك ؟ / قال : بلى ، ثم قال : أي رب . أرأيت إن تبتُ وأصلحت( {[1745]} ) ، أراجعي( {[1746]} ) أنت( {[1747]} ) إلى الجنة ؟ قال : بلى . فذلك تَلَقّيه " ( {[1748]} ) .
وزاد قتادة أنه قال : " وسبقت( {[1749]} ) رحمتك إلي قبل غضبك ، قيل له : بلى . قال : رب هل كتبت هذا علي قبل أن تخلقني( {[1750]} ) ؟ قيل له : نعم . قال/ رب إن( {[1751]} ) تبت وأصلحت( {[1752]} ) أراجعي أنت إلى الجنة ؟ قال : نعم " .
وقال الحسن : " هو قولهما : ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا( {[1753]} ) أَنْفُسَنَا ) الآية " ( {[1754]} ) .
وقال قتادة : " هي قول آدم عليه السلام : يا رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت ؟ قال : إذاً أدخلك( {[1755]} ) الجنة " ( {[1756]} ) .
وقال عبيد بن عمير( {[1757]} ) : " قال آدم : يا رب خطيئتي التي أخطأتها ، أشيء كتبته( {[1758]} ) علي قبل أن تخلقني ؟ [ أو شيء أنا ابتدعته ]( {[1759]} ) من قبل نفسي ؟ قال : بل( {[1760]} ) شيء كتبته عليك قبل أن أخلقك . قال : فكما( {[1761]} ) كتبته علي فاغفرْهُ لي ، فذلك الذي تلقى آدم " ( {[1762]} ) .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن معاوية( {[1763]} ) : " قال آدم : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك فتب علي إنك أنت التواب الرحيم ، فذلك الذي تلقى( {[1764]} ) " ( {[1765]} ) . وروي عن مجاهد أنه قال( {[1766]} ) : " هو قول آدم : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إني ظلمت نفسي( {[1767]} ) فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين . اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك( {[1768]} ) ، رب إني ظلمت نفسي فارحمني إنك خير الراحمين . اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، رب إني ظلمت نفسي فتب( {[1769]} ) علي إنك أنت التواب الرحيم " ( {[1770]} ) .
وروي عنه أنه قال : " هو قول آدم : ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ) الآية " ( {[1771]} ) .
وروى عنه ابن جريج أنه قال : " هي قول آدم : رب أتتوب عَلَيَّ إن تبت ؟ قال : نعم . فتاب عليه ربه( {[1772]} ) " ( {[1773]} ) .
/روي أن آدم رأى كَلِماً( {[1774]} ) في الجنة مكتوب( {[1775]} ) : لا إله إلا الله محمد عبدي ورسولي ، فعلم( {[1776]} ) آدم أن محمداً صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق عليه ، فقال حين أخطأ : اللهم بحق محمد اغفر لي خطيئتي ، فغفر الله له " .
وكانت كنيته أبا محمد ، وقيل : أبا البشر( {[1777]} ) . فذلك قوله : ( فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) .
قال ابن عباس : / " تاب الله على آدم يوم عاشوراء( {[1778]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.