تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (37)

الآية 37 وقوله : ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) أي أخذ . وقوله : {[650]} ( فتاب عليه ) قيل : [ إن ]{[651]} فيه وجوها : قيل ( فتاب عليه ) أي وفق له التوبة ، وهداه إليها ، كقوله : ( ثم تاب عليهم ليتوبوا ) [ التوبة : 118 ] أي وفق لهم التوبة ، فتابوا . وقيل : خلق فعل التوبة منه ، فتاب ، كما قلنا في قوله : / 9-ب/ هداه إليه ، فتاب ؛ أي خلق فعل الاهتداء [ منه ]{[652]} فاهتدى . وقيل : تاب عليه ؛ أي تجاوز . وقيل : إن التوبة هي الرجوع ؛ [ رجع آدم عن عصيانه ]{[653]} فرجع هو إلى الغفران والتجاوز ، وبعضه قريب من بعض .

وفي الآية{[654]} : أنه إنما تاب عليه لكلمات تلقاها من ربه . والآية تنقض على المعتزلة قولهم ؛ لأنهم يقولون : إن من ارتكب صغيرة فهو مغفور له لا يحتاج إلى الدعاء ولا إلى التوبة . فآدم عليه السلام دعا بكلمات تلقاها منه{[655]} فتاب عليه ولو كان مغفورا له ما ارتكب لكان الدعاء [ فضلا وتكلفا ]{[656]} وبالله التوفيق .

والكلمات هي ما ذكرت في سورة أخرى : ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا ) [ الأعراف : 23 ] الآية{[657]} .

وقوله : ( إنه هو التواب الرحيم ) أي قابل التوبة ، وقيل : [ أي ]{[658]} موفق للتوبة وهاد [ لها ]{[659]} لقوله : ( غافر الذنب وقابل التوب ) [ غافر : 3 ] وقد ذكرنا في قوله : ( فتاب عليه ما احتمل فيه ( الرحيم ) بالمؤمنين ورحيم بالتائبين .


[650]:- من ط م، في الأصل و ط ع: وقيل.
[651]:- من ط م.
[652]:-من ط م.
[653]:- من ط م، في الأصل: راجع آدم عن عصيانه، في ط ع: رجع آدم من عصيانه.
[654]:- أدرج في ط ع بعدها: آية.
[655]:-من ط م، في الأصل و ط ع: عنه.
[656]:- من ط م، في الأصل و ط ع: فضل وتكلف.
[657]:- أدرجت في ط ع تتمة الآية بدل كلمة الآية.
[658]:- من ط م.
[659]:- من ط م.