تفسير الأعقم - الأعقم  
{فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (37)

{ فتلقى آدم من ربه كلمات } قيل : تلقن ، وقيل : قَبِل ، واختلفوا في هذه الكلمات على أقوال : فالذي ذكره الفقيه احمد بن مفضل رحمه الله ورواه ايضاً في الثعلبي وهو ايضاً رواية اهل البيت ( عليهم السلام ) : " ان آدم لما خرج من الجنة رأى عن يمين العرش أشباحاً خمسة ، فقال آدم : يا رب ما هؤلاء ؟ قال : صفوة من نوري فأنا الله المحمود وهذا محمد ، وأنا المتعالي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا المحسن وهذا الحسن ، ولي الاسماء الحسنى وهذا الحسين ، قال آدم ( عليه السلام ) : فبحقهم اغفر لي " . وقيل : هو قوله تعالى : { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } [ الأعراف : 23 ] وقيل : ثلاثة أشياء الحياء والدعاء والبكاء . ذكر الثعلبي : أن آدم ( عليه السلام ) لمَّا هبط الى الارض مكث في الارض ثلاثمائة سنة لا يرفع له رأساً حياء من الله . قال ابن عباس : بكى آدم وحواء على ما فاتهما من نعيم الجنة مائة سنة ، ولم يقرب آدم حواء مائة سنة . { فتاب عليه } وتجاوز عنه . { إنه هو التواب الرحيم } يقبل توبة عباده ، رحيمٌ بخلقه ، وانما جرى على آدم ما جرى تعظيماً لخطيئته ، ولطفاً لذريته في اجتناب الخطايا ، وان آدم خرج من الجنة بذنب واحد فكيف يدخلها من له خطايا جمة ولله القائل :

يا ناظراً يريق بعيني راقد *** وشاهداً للأمر غير شاهد

تصل الذنوب الى الذنوب وترتجي *** درك الجنان بها وفوز الخالد

أنسيت ان الله اخرج آدماً *** منها الى الدنيا بذنب واحد