قوله تعالى : { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم }
أخرج الطبراني في المعجم الصغير والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن عساكر عن عمر بن الخطاب قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أذنب آدم بالذنب الذي أذنبه ، رفع رأسه إلى السماء فقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي ؟ فأوحى الله إليه : ومن محمد ؟ فقال : تبارك اسمك . ***لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب " لا إله إلا الله محمد رسول الله " فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك . فأوحى الله إليه : يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك ، ولولا هو ما خلقتك " .
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في التوبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { فتلقى آدم من ربه كلمات } قال : أي رب ألم تخلقني بيدك ؟ قال : بلى . قال : أي رب ألم تنفخ في من روحك ؟ قال : بلى . قال أي رب ألم تسبق إلي رحمتك قبل غضبك ؟ قال : بلى . قال : أي رب أرأيت إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة ؟ قال : نعم .
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن عساكر بسند ضعيف عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لما أهبط الله آدم إلى الأرض قام وجاء الكعبة فصلى ركعتين ، فألهمه الله هذا الدعاء : اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فأقبل معذرتي ، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي ، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنبي . اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي ، وأرضني بما قسمت لي . فأوحى الله إليه : يا آدم قد قبلت توبتك ، وغفرت ذنبك ، ولن يدعوني أحد بهذا الدعاء إلا غفرت له ذنبه ، وكفيته المهم من أمره ، وزجرت عنه الشيطان ، واتجرت له من وراء كل تاجر ، وأقبلت إليه الدنيا راغمة وإن لم يردها " .
وأخرج الجندي والطبراني وابن عساكر في فضائل مكة عن عائشة قالت : لما أراد الله أن يتوب على آدم أذن له فطاف بالبيت سبعا - والبيت يومئذ ربوة حمراء - فلما صلى ركعتين قام استقبل البيت وقال : اللهم إنك تعلم سريرتي وعلانيتي فاقبل معذرتي فأعطني سؤلي ، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي . اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي ، والرضا بما قسمت لي . فأوحى الله إليه : إني قد غفرت ذنبك ، ولن يأتي أحد من ذريتك يدعوني بمثل ما دعوتني إلا غفرت ذنوبه ، وكشفت غمومه وهمومه ، ونزعت الفقر من بين عينيه ، واتجرت له من وراء كل تاجر ، وجاءته الدنيا وهي راغمة وإن كان لا يريدها .
وأخرج الأزرقي في تاريخ مكة والطبراني في الأوسط والبيهقي في الدعوات وابن عساكر بسند لا بأس به عن بريدة قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أهبط الله آدم إلى الأرض طاف بالبيت أسبوعا ، وصلى حذاء البيت ركعتين ثم قال : اللهم أنت تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي ، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي ، وتعلم ما عندي فاغفر لي ذنوبي . أسألك إيمانا يباهي قلبي ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي ، ورضني بقضائك . فأوحى الله إليه : يا آدم إنك دعوتني بدعاء فاستجبت لك فيه ، ولن يدعوني به أحد من ذريتك إلا استجبت له ، وغفرت له ذنبه ، وفرجت همه وغمه ، واتجرت له من وراء كل تاجر ، وأتته الدنيا راغمة وإن كان لا يريدها " .
وأخرج وكيع وعبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الحلية عن عبيد ابن عمير الليثي قال : قال آدم : يا رب أرأيت ما أتيت أشيء كتبته علي قبل أن تخلقني أو شيء ابتدعته علي نفسي ؟ قال : بل شيء كتبته عليك قبل أن أخلقك قال : يا رب فكما كتبته علي فاغفره لي . فذلك قوله { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم } .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن قتادة في قوله { فتلقى آدم من ربه كلمات } قال : ذكر لنا أنه قال : يا رب أرأيت إن تبت وأصلحت ؟ قال : فإني إذن أرجعك إلى الجنة ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) [ الأعراف : 23 ] فاستغفر آدم ربه وتاب إليه فتاب عليه . وأما عدو الله إبليس فوالله ما تنصل من ذنبه ، ولا سأل التوبة حين وقع بما وقع به ، ولكنه سأل النظرة إلى يوم الدين ، فأعطى الله كل واحد مهما ما سأل .
وأخرج الثعلبي من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله { فتلقى آدم من ربه كلمات } قال : قوله ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } .
وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله { فتلقى آدم من ربه كلمات } قال هو قوله ( ربنا ظلمنا أنفسنا . . . ) الآية .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن محمد بن كعب القرظي في قوله { فتلقى آدم من ربه كلمات } قال : هو قوله ( ربنا ظلمنا أنفسنا . . . ) الآية . ولو سكت الله عنها لم يخبرنا عنها لتفحص رجال حتى يعلموا ما هي .
وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { فتلقى آدم من ربه كلمات } قال : هو قوله ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } .
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعن الضحاك . مثله .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن اسحق التميمي قال : قلت لابن عباس ما الكلمات التي تلقى آدم من ربه ؟ قال : علم شأن الحج . فهي الكلمات .
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن زيد ي قوله { فتلقى آدم من ربه كلمات } قال : لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك . رب عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين . لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين . لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك . رب عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم .
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر عن أنس في قوله { فتلقى آدم من ربه كلمات } قال : سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين . لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين . لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم . وذكر أنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن شك فيه .
وأخرج هناد في الزهد عن سعيد بن جبير قال : لما أصاب آدم الخطيئة فزع إلى كلمة الإخلاص فقال : لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك . ربي عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم .
وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس . إن آدم عليه السلام طلب التوبة مائتي سنة حتى آتاه الله الكلمات ، ولقنه إياها قال : بينا آدم عليه السلام جالس يبكي ، واضع راحته على جبينه إذا أتاه جبريل فسلم عليه ، فبكى آدم وبكى جبريل لبكائه فقال له : يا آدم ما هذه البلية التي أجحف بك بلاؤها وشقاؤها ، وما هذا البكاء ؟ قال : يا جبريل وكيف لا أبكي وقد حولني ربي من ملكوت السموات إلى هوان الأرض ، ومن دار المقام إلى دار الظعن والزوال ، ومن دار النعمة إلى دار البؤس والشقاء ؟ ومن دار الخلد إلى دار الفناء ؟ كيف أحصي يا جبريل هذه المصيبة ؟ فانطلق جبريل إلى ربه فأخبره بمقالة آدم فقال الله عز وجل : انطلق يا جبريل إلى آدم فقل : يا آدم ألم أخلقك بيدي ؟ قال : بلى يا رب قال : ألم أنفخ فيك من روحي ؟ قال : بلى يا رب قال : ألم أسجد لك ملائكتي ؟ قال : بلى يا رب قال ألم أسكنك جنتي ؟ قال : بلى يا رب قال : ألم آمرك فعصيتني ؟ قال : بلى يا رب قال : وعزتي وجلالي وارتفاعي في علو مكاني لو أن ملء الأرض رجالا مثلك ثم عصوني لأنزلتهم منازل العاصين ، غير أنه يا آدم قد سبقت رحمتي غضبي ، قد سمعت صوتك وتضرعك ، ورحمت بكاءك ، وأقلت عثرتك ، فقل : لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت خير الراحمين . لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي . فتب علي إنك أنت التواب الرحيم . فذلك قوله { فتلقى آدم من ربه كلمات . . . } الآية .
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال : لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه ، واشتد ندمه . فجاءه جبريل فقال : يا آدم هل أدلك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه ؟ قال : بلى يا جبريل قال : قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدح ، فليس شيء أحب إلى الله من المدح قال : فأقول ماذا يا جبريل ؟ قال : فقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير . ثم تبوء بخطيئتك فتقول : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت . رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . الله إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي . قال : ففعل آدم فقال الله : يا آدم من علمك هذا ؟ فقال : يا رب إنك لما نفخت في الروح فقمت بشرا سويا أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت على ساق عرشك مكتوبا " بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله " فلما لم أر على أثر اسمك اسم ملك مقرب ، ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك . قال : صدقت . وقد تبت عليك وغفرت لك خطيئتك قال : فحمد آدم ربه وشكره وانصرف بأعظم سرور ، ولم ينصرف به عبد من عند ربه . وكان لباس آدم النور قال الله ( ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ) ثياب النور قال : فجاءته الملائكة أفواجا تهنئه يقولون : لتهنك توبة الله يا أبا محمد .
وأخرج أحمد في الزهد عن قتادة قال : اليوم الذي تاب الله فيه على آدم يوم عاشوراء .
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند واه عن علي قال " سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } فقال : إن الله أهبط آدم بالهند ، وحواء بجدة ، وإبليس ببيسان ، والحية بأصبهان .
وكان للحية قوائم كقوائم البعير ، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال : يا آدم ألم أخلقك بيدي ؟ ألم أنفخ فيك من روحي ؟ ألم أسجد لك ملائكتي ؟ ألم أزوجك حواء أمتي ؟ قال : بلى . قال : فما هذا البكاء ؟ قال : وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن ! قال : فعليك بهؤلاء الكلمات . فإن الله قابل توبتك ، وغافر ذنبك . قل : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد ، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم . اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم . فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم " .
وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال : سأل بحق محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، إلا تبت علي فتاب عليه " .
وأخرج الخطيب في أماليه وابن عساكر بسند فيه مجاهيل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن آدم لما أكل من والشجرة أوحى الله إليه : اهبط من جواري . وعزتي لا يجاورني من عصاني . فهبط إلى الأرض مسودا ، فبكت الأرض وضجت . فأوحى الله : يا آدم صم لي اليوم يوم ثلاثة عشر . فصامه فأصبح ثلثه أبيض ، ثم أوحى الله إليه : صم لي هذا اليوم يوم أربعة عشر . فصامه فأصبح ثلثاه أبيض ، ثم أوحى الله إليه صم لي هذا اليوم يوم خمسة عشر . فصامه فأصبح كله أبيض . فسميت أيام البيض " .
وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال : لما أهبط الله آدم من الجنة إلى الأرض قال له : يا آدم أربع احفظهن . واحدة لي عندك ، وأخرى لك عندي ، وأخرى بيني وبينك ، وأخرى بينك وبين الناس . فأما التي لي عندك فتعبدني لا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك عندي فأوفيك عملك لا أظلمك شيئا ، وأما التي بيني وبينك فتدعوني فاستجيب لك ، وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس أن تأتي إليهم بما ترضى أن يؤتوا إليك بمثله .
وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي في الأسماء والصفات عن سلمان قال : لما خلق الله آدم قال : يا آدم واحدة لي ، وواحدة لك ، وواحدة بيني وبينك . فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك فما عملت من شيء جزيتك به وأن أغفر فأنا غفور رحيم ، وأما التي بيني وبينك فمنك المسألة والدعاء وعلي الإجابة والعطاء .
وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن سلمان رفعه .
وأخرج الخطيب وابن عساكر عن أنس قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أهبط الله آدم إلى الأرض مكث فيها ما شاء الله أن يمكث ، ثم قال له بنوه : يا أبانا تكلم . فقام خطيبا في أربعين ألفا من ولده وولد ولده فقال : إن الله أمرني فقال : يا آدم أقلل كلامك ترجع إلى جواري " .
وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس قال : لما أهبط الله آدم إلى الأرض أكثر ذريته فنمت ، فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده ، فجعلوا يتحدثون حوله وآدم ساكت لا يتكلم فقالوا : يا أبانا ما لنا نحن نتكلم وأنت ساكت لا تتكلم ؟ ! فقال : يا بني إن الله لما أهبطني من جواره إلى الأرض عهد إلي فقال : يا آدم أقل الكلام حتى ترجع إلى جواري .
وأخرج ابن عساكر عن فضالة بن عبيد قال : إن آدم كبر حتى تلعب به بنو بنيه فقيل له : إلا تنهى بني بنيك أن يلعبوا بك قال : إني رأيت ما لم يروا ، وسمعت ما لم يسمعوا ، وكنت في الجنة وسمعت الكلام ، إن ربي وعدني إن أنا أسكت فمي أن يدخلني الجنة .
وأخرج ابن الصلاح في أماليه عن محمد بن النضر قال : قال آدم : يا رب شغلتني بكسب يدي فعلمني شيئا فيه مجامع الحمد والتسبيح . فأوحى الله إليه : يا آدم إذا أصبحت فقل ثلاثا ، وإذا أمسيت فقل ثلاثا . الحمد لله رب العالمين ، حمدا يوافي نعمه ، ويكافئ مزيده . فذلك مجامع الحمد والتسبيح .
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن قتادة قال : كان آدم عليه السلام يشرب من السحاب .
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن كعب قال : أول من ضرب الدينار والدرهم آدم عليه السلام .
وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن يحيى قال : أول من ضرب الدينار والدرهم آدم ، ولا تصلح المعيشة إلا بهما .
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال : أول من مات آدم عليه السلام .
وأخرج ابن سعد والحاكم وابن مردويه عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما حضر آدم قال لبنيه : انطلقوا فاجنوا لي من ثمار الجنة ، فخرجوا فاستقبلتهم الملائكة فقالوا : أين تريدون ؟ قالوا : بعثنا أبونا لنجني له من ثمار الجنة فقالوا : ارجعوا فقد كفيتم . فرجعوا معهم حتى دخلوا على آدم ، فلما رأتهم حواء ذعرت منهم وجعلت تدنو إلى آدم وتلصق به فقال : إليك عني . إليك عني ، فمن قبلك أتيت . خلي بيني وبين ملائكة ربي قال : فقبضوا روحه ، ثم غسلوه وحنطوه ، وكفنوه ، ثم صلوا عليه ، ثم حفروا له ودفنوه ، ثم قالوا : يا بني آدم هذه سنتكم في موتاكم فكذلكم فافعلوا " .
وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي . موقوفا .
وأخرج ابن عساكر عن أبي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن آدم لما حضرته الوفاة أرسل الله إليه بكفن وحنوط من الجنة ، فلما رأت حواء الملائكة جزعت فقال : خلي بيني وبين رسل ربي . فما لقيت الذي لقيت إلا منك ، ولا أصابني الذي أصابني إلا منك " .
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : كان لآدم بنون . ود ، سواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر . فكان أكبرهم يغوث فقال له : يا بني انطلق . فإن لقيت أحدا من الملائكة فأمره يجيئني بطعام من الجنة ، وشراب من شرابها . فانطلق فلقي جبريل بالكعبة فسأله عن ذلك قال : ارجع فإن أباك يموت . فرجعا فوجداه يجود بنفسه ، فوليه جبريل فجاءه بكفن ، وحنوط ، وسدر ، ثم قال : يا بني آدم أترون ما أصنع بأبيكم ؟ فاصنعوه بموتاكم فغسلوه ، وكفنوه ، وحنطوه ، ثم حملوه إلى الكعبة فكبر عليه أربعا ، ووضعوه مما يلي القبلة عند القبور ، ودفنوه في مسجد الخيف .
وأخرج الدارقطني في سننه عن ابن عباس قال : صلى جبريل على آدم وكبر عليه أربعا . صلى جبريل بالملائكة يومئذ في مسجد الخيف ، وأخذ من قبل القبلة ، ولحد له ، وسنم قبره .
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بجنازة فصلى عليها وكبر أربعا وقال : كبرت الملائكة على آدم أربع تكبيرات " .
وأخرج ابن عساكر عن أبي " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألحد آدم ، وغسل بالماء وترا . فقالت الملائكة : هذه سنة ولد آدم من بعده " .
وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن أبي فراس قال : قبر آدم في مغارة فيما بين بيت المقدس ومسجد إبراهيم ، ورجلاه عند الصخرة ، ورأسه عند مسجد إبراهيم . وبينهما ثمانية عشر ميلا .
وأخرج ابن عساكر عن عطاء الخراساني قال : بكت الخلائق على آدم حين توفي سبعة أيام .
وأخرج ابن عدي في الكامل وأبو الشيخ في العظمة وابن عساكر عن جابر " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس أحد من أهل الجنة إلا يدعى باسمه إلا آدم فإنه يكنى أبا محمد ، وليس أحد من أهل الجنة إلا وهم جرد مرد إلا ما كان من موسى بن عمران فإن لحيته تبلغ سرته " .
وأخرج ابن عدي والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن علي قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أهل الجنة ليست لهم كنى إلا آدم فإنه يكنى أبا محمد تعظيما وتوقيرا " .
وأخرج ابن عساكر عن كعب قال : ليس أحد في الجنة له لحية إلا آدم عليه السلام له لحية سوداء إلى سرته : وذلك أنه لم يكن له في الدنيا لحية وإنما كانت اللحى بعد آدم ، وليس أحد يكنى في الجنة غير آدم . يكنى فيها أبا محمد .
وأخرج أبو الشيخ عن بكر بن عبد الله المزني قال : ليس أحد في الجنة له كنية إلا آدم يكنى أبا محمد . أكرم الله بذلك محمدا صلى الله عليه وسلم .
وأخرج ابن عساكر عن غالب بن عبد الله العقيلي قال : كنية آدم في الدنيا أبو البشر ، وفي الجنة أبو محمد .
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن خالد بن معدان قال : أهبط آدم بالهند ، وأنه لما توفي حمله خمسون ومائة رجل من بنيه إلى بيت المقدس ، وكان طوله ثلاثين ميلا ودفنوه بها ، وجعلوا رأسه عند الصخرة ، ورجليه خارجا من بيت المقدس ثلاثين ميلا .
وأخرج الطبراني عن أبي برزة الأسلمي قال : إن آدم لما طؤطئ منع كلام الملائكة - وكان يستأنس بكلامهم - بكى على الجنة مائة سنة فقال الله عز وجل له : يا آدم ما يحزنك ؟ قال : كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنة ولا أدري أعود إليها أم لا ؟ فقال الله تعالى : يا آدم قل : اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك وبحمدك . رب إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين . والثانية : اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك وبحمدك . رب إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين . والثالثة اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك لا شريك لك ، رب عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم . فهي الكلمات التي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم { فتلقى آدم من ريه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم } قال : وهي لولده من بعده وقال آدم لابن له يقال له هبة الله . ويسميه أهل التوراة وأهل الإنجيل شيث : تعبد لربك واسأله أيردني إلى الجنة أم لا ؟ فتعبد الله وسأل . فأوحى الله إليه : إني راده إلى الجنة فقال : أي رب إني لست آمن إن أبي سيسألني العلامة ، فألقى الله سوارا من أسورة الحور فلما أتاه قال : ما وراءك ؟ قال : أبشر قال : أخبرني أنه رادك إلى الجنة قال : فما سألته العلامة . فأخرج السوار فرآه فعرفه ، فخر ساجدا فبكى حتى سال من عينيه نهر من دموع . وآثاره تعرف بالهند . وذكر أن كنز الذهب بالهند مما ينبت من ذلك السوار ، ثم قال : استطعم لي ربك من ثمر الجنة . فلما خرج من عنده مات آدم ، فجاءه جبريل فقال : إلى أين ؟ قال : إن أبي أرسلني أن أطلب إلى ربي أن يطعمه من ثمر الجنة قال : فإن ربه قضى أن لا يأكل منها شيئا حتى يعود إليها ، وأنه قد مات فأرجع فواره ، فأخذ جبريل عليه السلام فغسله ، وكفنه ، وحنطه ، وصلى عليه ، ثم قال جبريل : هكذا فاصنعوا بموتاكم .
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال : قبر آدم عليه السلام بني في مسجد الخيف ، وقبر حواء بجدة .
وأخرج ابن أبي حنيفة في تاريخه وابن عساكر عن الزهري والشعبي قالا : لما هبط آدم من الجنة وانتشر ولده أرخ بنوه من هبوط آدم فكان ذلك التاريخ حتى بعث الله نوحا ، فأرخوا ببعث نوح حتى كان الغرق ، فكان التاريخ من الطوفان إلى نار إبراهيم ، فأرخ بنو اسحق من نار إبراهيم إلى بعث يوسف ، ومن بعث يوسف إلى مبعث موسى ، ومن مبعث موسى إلى ملك سليمان ، ومن ملك سليمان إلى ملك عيسى ، ومن مبعث عيسى إلى مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأرخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم إلى بناء البيت حين بناه إبراهيم وإسماعيل . فكان التاريخ من بناء البيت حتى تفرقت معد ، فكان كلما خرج قوم من تهامة أرخوا مخرجهم حتى مات كعب بن لؤي فأرخوا من موته إلى الفيل ، فكان التاريخ من الفيل حتى أرخ عمر بن الخطاب من الهجرة . وذلك سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة .
وأخرج ابن عساكر عن عبد العزيز بن عمران قال : لم يزل للناس تاريخ كانوا يؤرخون في الدهر الأول من هبوط آدم من الجنة ، فلم يزل ذلك حتى بعث الله نوحا ، فأرخوا من دعاء نوح على قومه ، ثم أرخوا من الطوفان ، ثم أرخوا من نار إبراهيم ، ثم أرخ بنو إسماعيل من بنيان الكعبة ، ثم أرخوا من موت كعب بن لؤي ، ثم أرخوا من عام الفيل ، ثم أرخ المسلمون بعد من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .