التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (37)

قوله تعالى : ( فتلقى ءادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) ثمة أقوال في تفسير التلقي هنا ، و لعل الأصوب أن يكون معناه الاستقبال . فقد استقبل آدم من ربه كلمات علمه إياهن للحصول على التوبة ، لكن ما هذه الكلمات و ما حقيقتها ؟ و للإجابة عن ذلك يمكن الاطمئنان إلى أن المقصود بهذه الكلمات هو الدعاء المتضرع الخاشع من خلال كلمات يقولها آدم ليعلن أمام الله توبته و ندامته .

وبعد تحقيق ذلك امتن الله عليه بالتوبة و الغفران .

و قوله : ( فتاب ) من التوبة و هي الرجوع إلى الله بالإقلاع عن المعاصي إلى الطاعات ، وكذلك تكون توبة العبد إذ يؤوب إلى ربه طائعا نادما عما اجترحه من مخالفات ، أما التوبة من الله فلا يتصور فيها الرجوع منه سبحانه ، لكن القول الذي يمكن اعتماده في بيان ذلك هو أن الله عز و جل يقبل توبة العبد إذا تاب و أناب ، لأنه سبحانه يقبل التوبة عن عباده . و الله من صفاته أنه ( التواب الرحيم ) فلا ريب في أنه دائم التوبة عظيم التجاوز عن الخطايا و الذنوب ، و هو كذلك رحيم بعباده يغمرهم بواسع رحمته و فضله و إحسانه .