{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف الله بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون }
102- { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } .
التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل .
وقيل التقوى : هي ألا يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك .
ومعنى الآية : راقبوا الله تعالى وأطيعوا أمره واجتنبوا مخالفته بحيث يطاع ولا يعصى ويذكر ولا ينسى ويشكر ولا يكفر به .
{ ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } أي لا تقابلوا ربكم إلا وأنتم على حالة الإسلام الصحيح .
والمراد : داوموا على التخلق بأخلاق الإسلام لان من شب على شيء شاب عليه ومن شاب على شيء مات عليه والمراد ومن مات على شيء بعث عليه .
قال الزمخشري في الكشاف : ولا تموتن معناه ولا تكونن على حال سوي حال الإسلام إذا أدرككم الموت وذلك كأن تقول لمن تستعين به على لقاء العدو لا تاتي إلا وانت على حصان فأنت لا تنهاه عن الإتيان ولكنك تنهاه عن خلاف الحال التي شرطت عليه وقت الإتيان .
وذهب بعض المفسرون إلى أن هذه الآية منسوخة نسختها الآية الكريمة : { فاتقوا الله ما استطعتم } ( التغابن 16 ) والجمهور على انها غير منسوخة .
لما حذر الله المؤمنين من فتن أهل الكتاب أمرهم بمجامع الطاعات ومعاقد الخيرات فأولها لزوم سيرة التقوى .
وعن ابن عباس : لما نزلت { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته } هو ان يطاع فلا يعصى طرفة عين ، وان يشكر فلا يكفر وان يذكر فلا ينسى أو هو القيام بالواجبات كلها بالابتعاد عن المحارم بأسرها وان لا يأخذه في الله لومة لائم ويقوم بالقسط ولو على نفسه أو الوالدين أو الأقربين شق ذلك على المسلمين فنزلت { فاتقوا الله ما استطعتم } والجمهور على انها غير منسوخة لان معنى حق تقاته واجب تقواه وكما يحق أن يتقى وهو أن يجتنب جميع معاصيه . . فلم يبق فرق بين الآيتين27 .
والمراد من قوله تعالى : فاتقوا الله حق تقاته هو عين المراد من قوله تعالى { فاتقوا الله ما استطعتم } ( التغابن 16 ) لان الله لا يكلف نفسا إلا وسعها .
والاستثناء مفرغ في قوله : { ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } أي لا تموتن إلا على حالة من الأحوال إلا على هذه الحالة الحسنة التي هي حال المداومة على التمسك بالإسلام وتعاليمه وآدابه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.