جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ} (102)

{ يا أيها الذين{[770]} آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردّوكم بعد إيمانكم كافرين } : ثاني مفعولي يرد فإنه بمعنى التصيير ،

100

{ يا أيها الذين{[772]} آمنوا اتقوا الله حق تُقاته } ، أصله وقاة فقلبت الواو تاء كتؤدة وتخمة ، وهو أن يطاع ولا يعصى ، ويشكر فلا يكفر ، ويذكر{[773]} فلا يُنسى ، وكثير من السلف قالوا : هذه الآية نسوخة بقوله تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ( التغابن : 16 ) ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : إنها لم تنسخ لكن حق تقاته أن يجاهد في سبيله حق جهاده ، ولا تأخذهم في الله لومة لائم ، ويقوموا بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم ، وأبنائهم ، { ولا تموتُنّ إلا وأنتم مسلمون } أي لا تكونن على حال سوى الإسلام ، إذا أدرككم الموت فهو في الحقيقة أمر بدوام الإسلام .


[770]:ناداهم بوصف الإيمان تنبيها على تباين ما بينهم/12.

[772]:ولما حذّرهم من إضلال أعدائهم أمرهم بجامع الطاعات التي بالحقيقة هي الترهيب إذ التقوى إشارة إلى التخويف من عذاب الله ثم أردف الرهبة بالرغبة وهي قوله (واذكروا نعمة الله) وأعقب الأمر بالتقوى بنهي هو من تمام الاعتصام فقال (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) الآية/12 وجيز.
[773]:هكذا رواه الحاكم، وابن أبي حاتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم/12 وجيز [أخرجه الحاكم (2/294) مرفوعا، وموقوفا عن ابن مسعود، والموقوف أصح، كما قال ابن كثير في (التفسير) (1/389)].