قوله : { اتقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ } أي : التقوى التي تحق له ، وهي : أن لا يترك العبد شيئاً مما يلزمه فعله ، ولا يفعل شيئاً مما يلزمه تركه ، ويبذل في ذلك جهده ، ومستطاعه .
قال القرطبي : ذكر المفسرون أنها لما نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله من يقوى على هذا ؟ وشق عليهم ذلك ، فأنزل الله : { فاتقوا الله مَا استطعتم } [ التغابن : 16 ] فنسخت هذه الآية . روي ذلك عن قتادة ، والربيع ، وابن زيد . قال مقاتل : وليس في آل عمران من المنسوخ شيء إلا هذا . وقيل : إن قوله : { اتقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ } مبين بقوله : { فاتقوا الله مَا استطعتم } والمعنى : اتقوا الله حق تقاته ما استطعتم . قال : وهذا أصوب ؛ لأن النسخ إنما يكون عند عدم الجمع ، والجمع ممكن ، فهو أولى . قوله : { وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مسْلِمُونَ } أي : لا تكونن على حال سوى حال الإسلام ، فالاستثناء مفرغ ، ومحل الجملة : أعني : قوله : { وَأَنتُم مسْلِمُونَ } النصب على الحال ، وقد تقدم في البقرة تفسير مثل هذه الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.