تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ} (102)

{ يأيها الذين آمنوا } ، يعني الأنصار ، { اتقوا الله حق تقاته } ، وهو أن يطاع فلا يعصى ، وأن يذكر فلا ينسى ، وان يشكر فلا يكفر ، نسختها : { فاتقوا الله ما استطعتم } ( التغابن : 16 ) وذلك أنه كان بين الأوس والخزرج عداوة في الجاهلية في دم شمير وحاطب ، فقتل بعضهم بعضا حينا ، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أصلح بينهم ، فلما كان بعد ذلك ، تفاخر منهم رجلان أحدهما ثعلبة بن غنيمة من الأوس ، والآخر سعد بن زرارة من بني الخزرج من بني سلمة بن جشم ، فجرى الحديث بينهما فغضبا ، فقال الخزرجي : أما والله لو تأخر الإسلام عنا وقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا لقتلنا سادتكم ، واستعبدنا أبناءكم ، ونكحنا نساءكم بغير مهر ، فقال الأوسي : قد كان الإسلام متأخرا زمانا طويلا ، فهلا فعلتم ، فقد ضربناكم بالمرهفات حتى أدخلناكم الديار ، وذكرا الأشعار والموتى ، وافتخرا وانتسبا ، حتى كان بينهما دفع وضرب بالأيدي والسعف والنعال ، فغضبا فناديا ، فجاءت الأوس إلى الأوس ، والخزرج إلى الخزرج بالسلاح ، وأسرع بعضهم إلى بعض بالرماح ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فركب حمارا وأتاهم ، فلما أن عاينهم ناداهم : { يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته } { ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } يعني معتصمين بالتوحيد .