تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۖ فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمٗا} (54)

المفردات :

يحسدون الناس : الحسد : تمنى زوال نعمة الغير .

الحكمة : العلم النافع ، أو النبوة .

التفسير :

ثم بين الله تعالى سر هذا العناد و التمادي في الضلال ، فذكر أنه يرجع إلى حسدهم للنبي صلى الله عليه وسلم و أمته ، و سيطرة الحقد على نفوسهم ، فوبخهم على ذلك بقوله :

54 _ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ . أي : أنهم ليس لهم دليل يستندون إليه ، وسبب يتمسكون به في تكذيبهم . بل هم يحسدون الناس ، وهم النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين ، على ما آتاهم الله من فضله ، و أنعم به عليهم حيث : أعطاهم النبوة ، و الكتاب ، و الحكمة .

ولا غرابة في هذا ، ففضل الله واسع ، وقد آتى الله آل إبراهيم _أي : إبراهيم و من معه- الكتاب ، والحكمة ، والنبوة ، وآتاهم الله مع ذلك ملكا عظيما واسعا .

ومن ذلك ما أعطاه الله تعالى يوسف عليه السلام ، من السلطان في مصر .

وما أعطاه الله تعالى داود وسليمان عليهما السلام ، من النبوة و الملك العظم فلا غرابة- بعد هذا- أن يؤتي الله محمد صلى الله عليه وسلم- وهو من أولاد إبراهيم- مثلما أعطى إخوانه الأنبياء .