النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۖ فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمٗا} (54)

قوله تعالى : { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءاتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ } يعني اليهود .

وفي الناس الذين عناهم ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم العرب ، وهو قول قتادة .

والثاني : أنه محمد صلى الله عليه وسلم خاصة ، وهو قول ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، والسدي ، وعكرمة .

والثالث : أنهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهو قول بعض المتأخرين . وفي الفضل المحسود عليه قولان :

أحدهما : النبوة ، حسدوا العرب على أن كانت فيهم ، وهو قول الحسن ، وقتادة .

والثاني : أنه إباحته للنبي صلى الله عليه وسلم نكاح من شاء من النساء من غير عدد{[652]} ، وهو قول ابن عباس ، والضحاك ، والسدي .

{ فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً } في الملك العظيم أربعة أقاويل :

أحدها : أنه ملك سليمان بن داود ، وهو قول ابن عباس .

والثاني : النبوة ، وهو قول مجاهد .

والثالث : ما أُيِّدُوا به من الملائكة والجنود ، وهو قول همام بن الحارث .

والرابع : من أباحه الله لداود وسليمان من النساء من غير عدد ، حتى نكح داود تسعاً وتسعين امرأة ، ونكح سليمان مائة امرأة ، وهذا قول السدي .


[652]:- هذا يصح قبل نزول قوله تعالى: لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج (آية 54 الأحزاب). أو أن الحد كان على نسائه (صلى الله عليه وسلم) التسع وتكون عبارة "من غير عدد مقحمة. انظر تفسير القرطبي جـ5 ص 252.