فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۖ فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمٗا} (54)

قوله : { أم يحسدون الناس على ما آتاهم من فضله } أم منقطعة مفيدة للانتقال عن توبيخهم بأمر إلى توبيخهم بآخر ، أي : بل يحسدون الناس يعني : اليهود يحسدون النبي صلى الله عليه وسلم فقط ، أو يحسدونه هو وأصحابه على ما آتاهم الله من فضله من النبوّة ، والنصر ، وقهر الأعداء . قوله : { فَقَدْ ءاتَيْنَا ءالَ إبراهيم } هذا إلزام لليهود بما يعترفون به ولا ينكرونه ، أي : ليس ما آتينا محمداً وأصحابه من فضلنا ببدع حتى يحسدهم اليهود على ذلك ، فهم يعلمون بما آتينا آل إبراهيم ، وهم أسلاف محمد صلى الله عليه وسلم . وقد تقدّم تفسير الكتاب والحكمة والملك العظيم . قيل : هو ملك سليمان ، واختاره ابن جرير .

/خ55