{ أَمْ يَحْسُدُونَ الناس } أي أيحسدون الناس .
ويقال : بل يحسدون الناس يعني به محمداً صلى الله عليه وسلم { على مَا آتاهم الله مِن فَضْلِهِ } من النبوة وكثرة تزوجه النساء ، ويقولون : لو كان نبياً لشغلته النبوة عن كثرة النساء ، فيحسدونه بذلك .
قال الله تعالى { فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إبراهيم الكتاب والحكمة } يعني النبوة والعلم والفهم { وآتيناهم ملكا عظيما } فكان يوسف عليه السلام ملكاً على مصر ، وكان سليمان بن داود عليهما السلام ملكاً ، وكانت له ثلاثمائة امرأة حرّة سوى السرية ، قال مقاتل هكذا . وقال الكلبي : كانت له سبعمائة امرأة ، وثلاثمائة سرية ، وكان لداود عليه السلام مائة امرأة ، فلم يكن تمنعهم النبوة عن ذلك . ويقال : إن الفائدة في كثرة تزوجه أنه كانت له قوة أربعين نبياً ، وكل من كان أقوى فهو أكثر نكاحاً . ويقال : إنه أراد بالنكاح كثرة العشيرة ، لأن لكل امرأة قبيلتين ، قبيلة من قبل الأب ، وقبيلة من قبل الأم ، فكلما تزوج امرأة صرف وجوه القبيلتين إلى نفسه ، فيكونون عوناً له على أعدائه . ويقال : إن كل من كان أتقى كانت شهوته أشد ، لأن الذي لا يكون تقياً إنما ينفرج بالنظر واللمس ، ألا ترى إلى ما روي في الخبر «العَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَاليَدَانِ تَزْنِيَانِ » . فإذا كان في النظر وفي المس نوع من قضاء الشهوة ، فلا ينظر التقي ولا يمس ، فتكون الشهوة مجتمعة في نفسه ، فيكون أكثر جماعاً . وقال أبو بكر الوراق : كل شهوة تقسي القلب إلا الجماع ، فإنه يصفي القلب ، ولهذا كان الأنبياء عليهم السلام يفعلون ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.