السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ثُمَّ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ عَامٞ فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ وَفِيهِ يَعۡصِرُونَ} (49)

{ ثم يأتي من بعد ذلك } ، أي : السبع المجدبات { عام فيه يغاث الناس } ، أي : يمطرون من الغيث وهو المطر ، وقيل : ينقذون من قول العرب استغثت فأغاثني { وفيه يعصرون } من العنب خمراً ، ومن الزيتون زيتاً ، ومن السمسم دهناً ، وأراد بذلك كثرة النعم والخير . وقال أبو عبيدة : ينجون من الكرب والشدّة والجدب . وقرأ حمزة والكسائي بالتاء على الخطاب ؛ لأنّ الكلام كله مع الخطاب ، والباقون بالياء على الغيبة ردّاً إلى الناس . ولما رجع الشرابي إلى الملك وعرض عليه التعبير الذي ذكره يوسف عليه السلام استحسنه .