السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَجَآءَتۡ سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ} (19)

الثانية : قال الضحاك : مجلسهما تحت الشعر على الحنك ومثله عن الحسن يعجبه أن ينظف عنفقته .

{ وجاءت } أي : أتت وحضرت { سكرة الموت } أي : حالته عند النزع وشدّته وغمرته يصير المريض بها السكران لا يعي وتخرج بها أقواله وأفعاله عن قانون الاعتدال مجيئاً ملتبساً { بالحق } أي الأمر الثابت الذي يطابقه الواقع فلا حيلة في الاحتراس منه . وقيل : للميت بلسان الحال إن لم يكن بلسان المقال { ذلك } أي : هذا الأمر العظيم العالي الرتبة الذي يحق لكل أحد الاعتداد له بغاية الجهد { ما } أي : الأمر الذي { كنت } أي : جبلةً وطبعاً { منه تحيد } أي : تميل وتنفر وتروغ وتهرب .

تنبيه : قيل الخطاب مع النبيّ صلى الله عليه وسلم قال الرازي : وهو منكر وقيل مع الكافر قال ابن عادل : والأقوى أن يقال هو خطاب عام مع السامع وهذا أولى .