السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلۡأَرۡضَ وَضَعَهَا لِلۡأَنَامِ} (10)

ولما ذكر إنعامه الدال على اقتداره برفع السماء ، ذكر على ذلك الوجه مقابلها بعد أن وسط بينهما ما قامتا به من العدل تنبيهاً على شدّة العناية والاهتمام به فقال تعالى : { والأرض } أي : ووضع الأرض ثم فسر ناصبها كما فعل في قوله تعالى : { والسماء رفعها } فقال تعالى : { وضعها } أي : دحاها وبسطها على الماء { للأنام } أي : كل من فيه قابلية النوم أو قابلية الونيم وهو الصوت . وقيل : هو الحيوان وقيل : بنو آدم خاصة . وهو مروي عن ابن عباس ونقل النووي في التهذيب عن الزبيدي الأنام الخلق قال : ويجوز الأنيم وقال : الواحدي قال الليث : الأنام ما على ظهر الأرض من جميع الخلق . وقال : الحسن هم الإنس والجن .