السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَقِيمُواْ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُواْ ٱلۡمِيزَانَ} (9)

{ وأقيموا الوزن بالقسط } أي : افعلوه مستقيماً بالعدل . وقال أبو الدرداء : أقيموا لسان الميزان بالعدل . وقال ابن عيينة : الإقامة باليد والقسط بالقلب وقال مجاهد : القسط العدل بالرومية { ولا تخسروا الميزان } أي : لا تنقصوا الموزون ، أمر بالتسوية ونهى عن الطغيان الذي هو اعتداء وزيادة ، وعن الخسران الذي هو تطفيف ونقصان ؛ وكرّر لفظ الميزان تشديداً للتوصية وتقوية للأمر باستعماله والحث عليه ؛ وقيل : كرّره لمحال رؤوس الآي ، وقيل كرّره ثلاث مرات : الأول : بمعنى الآلة وهو قوله تعالى : { ووضع الميزان } والثاني : بمعنى المصدر أي لا تطغوا في الوزن . والثالث : للمفعول أي لا تخسروا الموزون . قال ابن عادل : وبين القرآن والميزان مناسبة ، فإنّ القرآن فيه العلم الذي لا يوجد في غيره من الكتب والميزان به يقام العدل الذي لا يقام بغيره من الآلات .