السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (1)

مقدمة السورة:

مكية أو مدنية وهي تسع وعشرون آية وخمسمائة وأربع وأربعون كلمة وألفان وأربعمائة وستة وسبعون حرفاً .

{ بسم الله } الذي أحاطت هيبته بجميع الموجودات { الرحمن } الذي وسعهم جوده في جميع الحركات والسكنات { الرحيم } الذي خص أهل ولايته بما يرضيه من العبادات .

ولما ختمت الواقعة بالأمر بتنزيهه عما أنكره الكفرة من البعث جاءت هذه لتقرير ذلك التنزيه فقال تعالى : { سبح لله } أي : الملك المحيط بجميع صفات الكمال { ما في السماوات } أي : الإجرام العالية والذي فيها { والأرض } والذي فيها أي : نزهه كل شيء فاللام مزيدة وجيء بما دون من تغليباً للأكثر { وهو } أي : وحده { العزيز } الذي يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء { الحكيم } أي : الذي أتقن كل شيء صنعه ، وقرأ قالون وأبو عمرو والكسائي بسكون الهاء والباقون بضمها .