السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَـَٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (26)

{ واذكروا } يا معاشر المهاجرين { إذ أنتم } في أوائل الإسلام { قليل } أي : عددكم { مستضعفون } أي : لا منعة لكم { في الأرض } أي : أرض مكة ، وإطلاقها لأنها لعظمها كأنها هي الأرض كلها ، أو لأنّ حالهم كان في بقية البلاد كحالهم فيها أو قريباً من ذلك ، ولهذا عبر بالناس في قوله تعالى : { تخافون أن يتخطفكم الناس } أي : تأخذكم الكفار بسرعة كما تتخطف الجوارح الصيد { فآواكم } إلى المدينة ، أو جعل لكم مأوى تتحصنون فيه على أعدائكم { وأيدكم } أي : قوّاكم { بنصره } أي : بإمداد الملائكة يوم بدر ، وبمظاهرة الأنصار { ورزقكم من الطيبات } أي : الغنائم أحلها لكم ، ولم يحلها لأحد قبلكم { لعلكم تشكرون } هذه النعم العظيمة .