السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ} (15)

وقوله تعالى : { فأما الإنسان } متصل بقوله تعالى : { إنّ ربك لبالمرصاد } فكأنه قيل : إنّ الله تعالى يريد من الإنسان الطاعة والسعي للعاقبة ، وهو لا يهمه إلا العاجلة وما يلذه وينعمه فيها { إذا ما ابتلاه } ، أي : اختبره بالنعمة { ربه } ، أي : الذي أبدعه وأحسن إليه بما يحفظ وجوده ليظهر شكره أو كفره { فأكرمه } ، أي : جعله عزيزاً بين الناس وأعطاه ما يكرمونه به من الجاه والمال { ونعمه } ، أي : جعله متلذذاً مترفهاً بما وسع الله تعالى عليه .

وقوله تعالى : { فيقول } ، أي : سروراً بذلك افتخاراً { ربي أكرمن } ، أي : فضلني بما أعطاني خبر المبتدأ الذي هو الإنسان ، ودخول الفاء لما في أمّا من معنى الشرط ، والظرف المتوسط بين المبتدأ والخبر في تقدير التأخير ، كأنه قيل : فأما الإنسان فقائل ربي أكرمن وقت الابتداء بالأنعام فيظن أنّ ذلك عن استحقاق فيرتفع به .