{ أَلَمْ تَرَ } الخطابُ للرسول صلى الله عليه وسلم وقد عُلّق بما بعده من قوله تعالى : { كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلاً } أي كيف اعتمده ووضعه في موضعه اللائق به { كَلِمَةً طَيّبَةً } منصوبٌ بمضمر أي جعل كلمةً طيبة هي كلمةُ التوحيد أو كلَّ كلمة حسنةٍ كالتسبيحة والتحميدة والاستغفارِ والتوبة والدعوة { كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ } أي حكَم بأنها مثلُها لا أنه تعالى صيّرها مثلَها في الخارج وهو تفسير لقوله : { ضَرَبَ الله مَثَلاً } كقولك : شرّف الأميرُ زيداً كساه حُلةً وحمله على فرس ، ويجوز أن يكون ( كلمة ) بدلاً من مثلاً وكشجرة صفتُها ، أو خبرُ مبتدأ محذوفٍ أي هي كشجرة وأن يكون أولَ مفعوليْ ضرب إجراءً له مُجرى جعل قد أُخّر عن ثانيهما ، أعني مثلاً لئلا يبعُد عن صفته التي هي كشجرة ، وقد قرئت بالرفع على الابتداء { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } أي ضارب بعُروقه في الأرض ، وقرأ أنسُ بنُ مالك رضي الله عنه كشجرة طيبة ثابتٍ أصلُها ، وقراءةُ الجماعة أقوى سبكاً وأنسبُ بقرينته أعني قوله تعالى : { وَفَرْعُهَا } أي أعلاها { في السماء } في جهة العلو ويجوز أن يراد وفروعُها على الاكتفاء بلفظ الجنس عن الجمع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.