الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ} (24)

ثم قال تعالى : { ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة }[ 24 ]/ ، ( أي ){[37124]} ألم تر{[37125]} بعين قلبك يا محمد ، كيف ضرب الله مثلا للإيمان ( به ){[37126]} : ومثلا للكفر به . فجعل مثل المؤمن في نطقه بالتوحيد ، والإيمان بنبيه صلى الله عليه وسلم ، وأتباع شريعته ( جلت عظمته ){[37127]} : مثل الشجرة ( الطيبة ){[37128]} . فنفع الإقامة على توحيده ، كنفع الشجرة التي لا ينقطع نفعها في كل حين ، وهي النخلة{[37129]} .

قال ابن عباس ( رحمه الله ){[37130]} : { مثلا كلمة طيبة } : يعني أن شهادة ( أن ){[37131]} لا إله إلا الله ، { كشجرة طيبة }[ 24 ] ، هي المؤمن ، أصلها ثابت : هو قول{[37132]} لا إله إلا الله . ثابت في قلبه{[37133]} { وفرعها{[37134]} في السماء }[ 24 ] أي : يرتفع بها عمل المؤمن في السماء{[37135]} .

وقال مجاهد : { كشجرة طيبة }[ 24 ] : يعني : النخلة{[37136]} .

وقيل : الكلمة الطيبة أصلها ثابت ، هي ذات أصل في القلب ، يعني التوحيد .

{ وفرعها في السماء }[ 24 ] يُعرج{[37137]} بها فلا تحجب حتى تنتهي{[37138]} إلى الله ، عز وجل . وقال ابن عباس أيضا ، ( رحمه الله ){[37139]} : في رواية أخرى{[37140]} عنه : الشجرة الطيبة : المؤمن ، والأصل الثابت : في الأرض ، ( والفرع ){[37141]} : في السماء : يكون المؤمن يعمل{[37142]} في الأرض ، ويتكلم فيبلغ عمله ، وقوله السماء ، وهو في الأرض{[37143]} .

وقال عطية العوفي{[37144]} : ذلك مثل المؤمن ، لا يزال يخرج منه كلام طيب ، وعمل صالح ، يصعد إلى الله عز وجل{[37145]} .

وقال الربيع بن أنس : { أصلها ثابت } في الأرض : ذلك المؤمن ضرب مثله{[37146]} .

وقيل : معنى : وفرعها{[37147]} في السماء : بركتها وثوابها لمعتقدها صاعد إلى الله ( عز وجل ){[37148]} ، وهي قول لا إله إلا الله محمد رسول الله .

وقيل : معنى ( أصلها ثابت ) : ( أي ) شهادة أن لا إله إلا الله ( محمد رسول الله ){[37149]} ثابتة في القلب المؤمن ، { وفرعها في السماء }[ 24 ] : أي : يرتفع بها أعمال المؤمن إلى السماء{[37150]} .

( و ) قال{[37151]} : مجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، وقتادة ، وابن جبير ، وابن عباس : الشجرة هنا{[37152]} النخلة{[37153]} .


[37124]:ساقط من ق.
[37125]:ط: ترى.
[37126]:ساقط من ق.
[37127]:ساقط من ط.
[37128]:انظر المصدر السابق.
[37129]:وهو قول الزجاج في: معانيه 3/160.
[37130]:ساقط من ط.
[37131]:انظر المصدر السابق.
[37132]:ط: وقوله.
[37133]:انظر المصدر السابق.
[37134]:ق: وفرها.
[37135]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/567، والجامع 9/236، وعزاه أيضا في تفسير ابن كثير 2/820: إلى الضحاك، وعكرمة، وابن جبير، ومجاهد.
[37136]:انظر هذا القول في: تفسير مجاهد 411، وجامع البيان 16/571، والجامع 9/236، ولم ينسباه في غريب القرآن 233، ومعاني الزجاج 3/160.
[37137]:ط: يموج.
[37138]:ق: ينتها.
[37139]:ساقط من ط.
[37140]:ق: اغرى.
[37141]:ساقط من ط.
[37142]:ط: مطموس.
[37143]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/568.
[37144]:هو أبو الحسن عطية بن سعد العوفي الكوفي، تابعي، من رجال الحديث، وكان يعد من شيعة أهل الكوفة (ت 11 هـ) انظر: تهذيب التهذيب 7/224، والإعلام: 4/237.
[37145]:ق: الله السماء، هذا القول في جامع البيان 16/568، والجامع 9/236.
[37146]:انظر: هذا الخبر مطولا في: جامع البيان 16/569، والجامع 9/236.
[37147]:ق: فرعها.
[37148]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[37149]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[37150]:وهو قول ابن عباس في جامع البيان 16/567.
[37151]:ساقط من ط.
[37152]:ق: هي.
[37153]:وهو أيضا قول أنس، وابن مسعود، ومسروق، وابن زيد، انظر: جميع هذه الأقوال في: جامع البيان 16/571-572.