فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ} (24)

{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ( 24 ) }

ولما ذكر سبحانه مثل أعمال الكفار وأنها كرماد اشتدت به الريح ، ثم ذكر نعيم المؤمنين وما جازاهم الله به من إدخالهم الجنة خالدين فيها وتحية الملائكة لهم ، ذكر تعالى ههنا مثلا للكلمة الطيبة وهي كلمة الإسلام أي لا إله إلا الله أو ما هو أعم من ذلك من كلمات الخير ، وذكر مثلا للكلمة الخبيثة وهي كلمة الشرك أو ما هو أعم من ذلك من كلمات الشر ، فقال مخاطبا لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم أو لمن يصلح للخطاب :

{ أَلَمْ تَرَ } بعين قلبك فتعلم علم يقين بإعلامي إياك { كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً } أي اختار مثلا وضعه في موضعه اللائق به ، والمثل قول سائر يشبه فيه حال الثاني بالأول { كَلِمَةً طَيِّبَةً } وهي قول لا إله إلا الله عند الجمهور أو كل كلمة حسنة كالتسبيحة والتحميدة والاستغفار والتوبة والدعوة . قاله الزمخشري { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } أي طيبة الثمر نعت لكلمة وبه بدأ الزمخشري ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي هي قاله ابن عطية .

ثم وصف الشجرة بقوله { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } أي راسخ آمن من الانقلاع بسبب تمكنها من الأرض بعروقها { وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } أي في أعلاها ذاهب إلى جهة السماء مرتفع في الهواء .