قوله عز وجل { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً } لما شرح الله عز وجل أحوال الأشقياء وأحوال السعداء ، ضرب مثلاً فيه حكم هذين القسمين فقال تعالى : ألم تر أي بعين قلبك فتعلم علم يقين بإعلامي إياك فعلى هذا يحتمل أن يكون الخطاب في للنبي صلى الله عليه وسلم ويدخل معه غيره فيه ويحتمل أن يكون الخطاب فيه لكل فرد من الناس ، فيكون المعنى ألم تر أيها الإنسان كيف ضرب الله مثلاً يعني بين شبهاً ، والمثل عبارة عن قول في شيء يشبه قولاً في شيء آخر ، بينهما مشابهة ليتبين أحدهما من الآخر ويتصور . وقيل : هو قول سائر لتشبيه شيء بشيء آخر { كلمة طيبة } هي قول لا إله إلا الله في قول ابن عباس وجمهور المفسرين : { كشجرة طيبة } يعني كشجرة طيبة الثمرة وقال ابن عباس : هي النخلة . وبه قال ابن مسعود وأنس ومجاهد وعكرمة والضحاك ( ق ) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : « كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : » أخبروني عن شجرة شبه الرجل أو قال كالرجل المسلم لا يتحات ورقها تؤتي أكلها كل حين » قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم فلما لم يقولوا شيئاً قال رسول الله صلى الله عليه سلم » هي النخلة « قال : فلما قمنا قلت لعمر : يا أبتاه والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة فقال ما منعك أن تتكلم ؟ فقلت لم أركم تتكلمون فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئاً فقال عمر لأن تكون قلته أحب إلي من كذا وكذا » وفي رواية : « إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها ، وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله ابن عمر ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت أن أتكلم ثم قالوا : حدثنا ما هي يا رسول الله قال " هي النخلة " وفي رواية عن ابن عباس ، أنها شجرة في الجنة وفي رواية أخرى عنه أنها المؤمن . وقوله { أصلها ثابت } يعني في الأرض { وفرعها } يعني أعلاها { في السماء } يعني ذاهبة في السماء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.