إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ وَجِاْيٓءَ بِٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (69)

{ وَأَشْرَقَتِ الأرض بِنُورِ رَبّهَا } بما أقام فيها من العدلِ استُعير له النُّورُ لأنَّه يزيِّنُ البقاعَ ويُظهر الحقوقَ كما يسمَّى الظُّلم ظُلمةً . وفي الحديثِ : «الظُّلم ظلماتٌ يومَ القيامةِ{[697]} » ولذلك أضيف الاسمُ الجليلُ إلى ضميرِ الأرضُ أو بنور خلقه فيها بلا توسُّطِ أجسامٍ مضيئةٍ ولذلك أُضيف إلى الاسمِ الجليلِ . { وَوُضِعَ الكتاب } الحسابُ والجزاءُ من وضع المحاسبِ كتابَ المحاسبةِ بين يديه أو صحائفُ الأعمال في أيدي العمَّالِ واكتفى باسم الجنسِ عن الجمعِ وقيل : اللَّوحُ المحفوظُ يقابل به الصَّحائفُ . { وَجِيء بالنبيين والشهداء } للأممِ وعليهم من الملائكةِ والمؤمنينَ وقيل : المُستشَهدون { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } بين العباد { بالحق وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } بنقصِ ثوابٍ أو زيادةِ عقابٍ على ما جرى به الوعدُ .


[697]:أخرجه البخاري في كتاب المظلم باب (8) والترمذي في كتاب البر باب (83).