النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ وَجِاْيٓءَ بِٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (69)

قوله عز وجل : { وأشرقتِ الأرض } إشراقها إضاءتها ، يقال أشرقت الشمس إذا أضاءت ، وشَرَقت إذا طلعت .

وفي قوله { بِنُورِ رَبِّها } وجهان :

أحدهما : بعدله ، قاله الحسن .

الثاني : بنوره وفيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه نور قدرته .

الثاني : نور خلقه لإشراق أرضه .

الثالث : أنه اليوم الذي يقضي فيه بين خلقه لأنه نهار لا ليل معه .

{ ووضع الكتاب } فيه وجهان :

أحدهما : الحساب ، قاله السدي .

الثاني : كتاب أعمالهم ، قاله قتادة .

{ وجيء بالنبيين الشهداء } فيهم قولان :

أحدهما : أنهم الشهداء الذين يشهدون على الأمم للأنبياء أنهم قد بلّغوا ، وأن الأمم قد كذبوا ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنهم الذين استشهدوا في طاعة الله ، قاله السدي .

{ وقضي بينهم بالحق } قال السدي بالعدل { وهم لا يظلمون } قال سعيد ابن جبير لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم .